الزرعة هي قطعة معدنية من التيتانيوم على شكل برغي، مصممة بدقة لتأخذ مكان جذر السن المفقودة. مع العلم بأن معدن التيتانيوم مقبول من عظم الفك، ويلتحم معه، وبذلك تصبح قاعدة متينة لبناء السن. مَنْ المرشح لزراعة الأسنان؟ إن البالغين الفاقدين سناً واحدة، أو أسناناً عدة، أو جميع الأسنان، هم المرشحون لزراعة الأسنان. والعامل الأساسي هو كمية وحجم العظم المتوافر للزراعة. أما من الناحية الصحية فإننا نقول للمريض: إذا كان وضعك الصحي يسمح لك بقلع أحد الأسنان فإنه سيسمح لك بزراعة الأسنان. نسبة نجاح الزرعة السنية أثبتت الدراسات أن نسبة النجاح عالية جداً، وتصل حتى 98 %. الجسم لا يرفض الزرعة نعم، إن الزرعة السنية هي من مادة التيتانيوم المقبولة من الجسم، ولكن يوجد احتمال بسيط لعدم اتحاد هذه الزرعة مع العظم، فإذا حدث ذلك فإن الزرعة تُستبدل بها زرعة أخرى. لا آلام عند الزراعة أثناء العمل الجراحي لا توجد هناك أية آلام؛ فزراعة الأسنان تتم تحت التخدير الموضعي. بعد العمل الجراحي هناك ألم بسيط يكون عادة أخف من ألم قلع السن البسيط، ويمكن السيطرة عليه بإعطاء المسكنات العادية. خطوات زراعة الأسنان بداية يتم الفحص والتشخيص وأخذ الصور الشعاعية وإجراء القياسات لتحديد الطول المناسب للزرعة والملائم لمكان الزرع في عظم الفك، ثم تأتي المرحلة الجراحية التي يتم فيها إجراء فتحة في اللثة، ووضع الزرعة السنية ذات الطول والقطر المناسبين، ثم تُغلق بخياطة بسيطة، وبعضها لا يحتاج خياطة. كل ذلك يتم تحت التخدير الموضعي، وتستغرق الزرعة الواحدة وقتاً لا يتجاوز نصف ساعة، وتُترك الزرعة بعد ذلك حتى تتم عملية الالتحام العظمي بينها وبين عظم الفك، وهي لا تحتاج إلى أكثر من ستة أسابيع بالنسبة إلى أنظمة الزراعة الحديثة، وبعد ذلك تُكشف المنطقة العلوية من الزرعة، وتثبت بها قطعة ثانية بشكل ظاهر فوق اللثة، وتُترك لمدة أسبوعين، تُؤخذ بعدها الطبعات والمقاسات وترسل إلى المختبر؛ ليتم تصنيع التاج المناسب، الذي يُثبَّت بطريقتين: (الإلصاق أو البراغي). الزراعة الفورية تتم الزراعة الفورية بعد قلع السن مباشرة؛ حيث توضع الزرعة مكان السن المخلوع، ويجب ألا يكون هناك أي مانع لوضعها كوجود خراج حاد مثلاً. زراعة الأسنان بمرحلة واحدة هنا توضع الزرعات، وتوضع التركيبات عليها في الوقت نفسه دون الحاجة إلى الانتظار ستة أسابيع. ويعتمد ذلك على عوامل عدة، منها نوعية عظم الفك المستقبل للزراعة؛ فليس كل المرضى مناسبين لهذا النوع من الزراعة، لكن ما هو الحل في حالة عدم وجود عظم كافٍ لدعم الزرعات؟ هناك بعض المرضى لديهم امتصاص عظمي نتيجة إجراء قلع للأسنان منذ زمن طويل، أو أمراض لثوية سابقة؛ فلا يوجد لديهم عظم كافٍ لوضع الزرعة، والحل هو الطعم العظمي؛ حيث نضع كمية من العظم مأخوذة من عظم المريض نفسه، أو عظم صناعي أو خليط من الاثنين معاً في المنطقة نفسها التي فُقد العظم منها؛ وبذلك يصبح لدينا عظم كافٍ لوضع الزرعات. فوائد زراعة الأسنان أسنان ثابتة وفعالية كاملة للمضغ، وتحسين مظهر الوجه بالمحافظة على شكل وقوام عظم الفك ومنعه من الضمور الذي يؤدي إلى ظهور التجاعيد في الوجه التي تُعطي الشخص عمراً أكبر من عمره الحقيقي، مع المظهر الطبيعي والارتياح بالنسبة إلى وظيفة الأسنان المزروعة، ولا داعي لحك الأسنان المجاورة السليمة للتعويض عن سن واحدة مفقودة كما هو الحال عند تركيب الجسور، إضافة إلى التخلص من التركيبات المتحركة والإحراج الذي تسببه، فضلاً عن التخلص من الألم والتلعثم أثناء الأكل والكلام. استثمار رابح على المدى البعيد قد تتجاوز تكلفة زراعة الأسنان للوهلة الأولى تكلفة المعالجات التقليدية، ومع ذلك فإن تكلفة النجاح طويل الأمد في زراعة الأسنان تعادل أو قد تكون أقل من تكلفة المعالجات التقليدية، مع استعادة الثقة بالنفس, والابتسام بدون تحفُّظ. مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية. * أخصائي جراحات الفم والوجه والفكين