سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة حفظه الله..قرأت ما نشرته الصحيفة يوم 10 ديسمبر الحالي حول كتاب (فن الاعتذار بين الزوجين) للدكتور سليمان بن عبد الله المنيف وهذا العمل أسعدني لما طرحه المؤلف عبر العديد من القضايا الأسرية والاجتماعية الغائبة عن الطرح عن المائدة العربية، إضافة إلى تجنب الكثير من المؤلفين الخوض في هذه القضايا الشائكة لما يعتريها من خيوط متشابكة من الهموم والمشاكل.وهنا نتساءل: لماذا لا تدور الكثير من النقاشات حول قضية الاعتذار داخل الأسرة الواحدة، فقد يبدو الأمر بسيطاً وسهلاً وسرعان ما يتطور الخلاف الصغير ليصبح حريقاً يلهب الأسرة ويقوّض كيانها ويدمّر بنيانها ليصبح الجميع في مهب الريح لتكون المحصلة كثرة المشاكل وانتشارها كظاهرة الطلاق.وإذا كان الاعتذار هو المنشّط والمجدّد للدماء التي تجري بين القلبين، وهو من الآداب الاجتماعية المهمة في التعامل الإسلامي فيصبح مطهراً للقلوب من داء الكبرياء والتعالي، فلماذا يعد الاعتذار من الصفات غير المرغوب فيها عند الرجل الشرقي ويعتبره من الأمور التي تقلِّل من قدره وشأنه؟الاهتمام بالطرف الآخر وما لديه من سلبيات وتقبلها بصدر رحب يعزِّز الألفة والمحبة بينهما، والعاقل من يحاول وأد الخلاف قبل اشتعاله، وإذا كانت الحياة الزوجية يشوبها الكثير من المنغصات والخلافات مما يؤدي للكثير من المشاكل نتيجة إصرار كل طرف على رأيه مع أن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالشفافية والوضوح واعتذار الطرف المخطئ للتخلص من الشعور بالتعالي والكبرياء وتعود السفينة إلى بر الأمان وينعم أفرادها بالهدوء والاستقرار. وأخيراً نقول إننا بحاجة إلى العديد من الدراسات والأبحاث حول هذه القضايا الشائكة التي تتناول هموم الأسرة ومشاكلها على بساط البحث فنطرح الداء ونقدّم الدواء.