(هناك نساء يعبرن الحياة مثل نسمة الربيع التي تنعش كل شيء في طريقها) - حكمة عالمية - ما زلت غير مقتنعة بمقولات يرددها الرجال وتؤكدها بعض النساء بأن المرأة عدوة المرأة وأن المرأة لا تصلح للإدارة والقيادة، وأن للمرأة مكائد وحبائل شيطانية. سأبتعد عن النظريات والتحليلات العلمية التي لا تثبت مطلقاً علاقة السلوك السيئ بالنوع، وأتحدث عن واقع أتعايش معه طوال عمري ولا تختزن ذاكرتي سوى المواقف الجميلة لنساء ساعدوني ودعموني بدءاً من والدتي وأخواتي ومروراً بصديقاتي وزميلاتي في العمل. الصورة ليست مثالية لكني أرى خطوطها بوضوح فالموقف الذي يسيئني من امرأة لا أرجعه إلى النوع بل إلى الشخصية وتكوينها وتأثير التنشئة الاجتماعية سواء كانت رجل أو امرأة. النساء اللواتي مررن في حياتي لم يكنّ دائما لطيفات وبالتأكيد عانيت من غدر صديقة أو خيانة زميلة لكنني دوماً كنت أرجع ذلك لطبيعة الشخصية وليس لأنهن نساء. في الرياض تعاملت مؤخراً مع القسم النسائي في جوازات الرياض والقسم النسائي في الأحوال المدنية، وكانت الموظفات فيهما متعاونات جداً. الأسبوع الماضي تعاملت مع القسم النسائي بالأحوال المدنية وبالرغم من أنني كنت أرى الوجوم والاعتراض في وجوه بعض المراجعات إلا أنني كنت أرجعها إلى سوء فهم للنظام وعدم اعتيادنا على الالتزام به. أرجوكم لا تقولوا إن أموري انقضت سريعاً لأني كاتبة ففي الدائرتين لم تكن تعرف الموظفة التي تتعامل معي أي خلفية عن مهنتي خاصة وأننا كسعوديات خانة المهنة معبأة غالبا ب»ربة منزل». في القسم النسائي بالأحوال المدنية كانت لدي إشكالية معينة وطلبت مني الموظفة أن أتحادث بشأنها مع المديرة التي كانت ملتزمة بالنظام وفي نفس الوقت كانت متعاونة جداً واستطاعت أن تساعدني لحل الإشكالية. كنت ممتنة لها لأنني أسعد كثيرا أن تثبت المرأة السعودية ذاتها دون أن تحتاج إلى شهادات يطلقها من لديهم أجندة خاصة. تحيتي لكل امرأة سعودية عاملة تعرف قيمة المكان الذي تشغله لخدمة كل من يعيش على أرضنا.