عندما نشرت مقالي بالجزيرة الذي قسمت فيه المديرين إلى أربعة (مؤسس، ومطور، وحارس، ومدمر) تلقيت بعض الدعابات والتعليقات من بعض الأصدقاء والزملاء تتعلق بمحاولة تفسير المقصودين، أو تصنيف أنفسهم أو من يعرفون تحت أحد الأنواع، مع أن المقال ليس موجهاً لشخص بعينه أو أشخاص معينين وإنما يتحدث عن طبيعة الأشخاص وأفعالهم. والإنسان يستطيع دون غيره، أن يقيم نفسه ويضعها في المكان المناسب لها فهو الذي يعرف ماذا يريد عند القيام بعمل ما، بعكس الآخرين الذي يحاولون فهم ما يقصد من خلال تفسير الحدث، وبالعودة للموضوع أود أن أضيف أنه ليس بالضرورة أن يستمر المدير على نمط واحد طوال حياته الوظيفي فقد يندرج ويتنقل بين هذه الأنماط حتى يستقر على النمط الذي ينهي به حياته الوظيفية. فالمدير الباني هو صاحب الدورالأصعب، يأتي ولا شيء هناك، ويبدأ في العمل والتأسيس الذي يتطلب منه مجهوداً كبيراً ووقفاً وتضحيات أكثر، فليس نادراً أن نجده يقوم بالأعمال الروتينية البسيطة التي لا تتناسب مع مؤهلاته ووقته الثمين، وذلك لعدم وجود من يقوم بهان فإذا أتم العمل واستقرت الإدارة فغالباً ما يتخذ لنفسه نمطاً آخر، أما أن يقتنع بأن ما عمله هو الأفضل ولا يمكن أن يقدم أفضل منه فيتحول إلى نمط الحارس، أو يرى أن فترة التأسيس قد يصاحبها سرعة في الاختيار من أجل البدء في العمل، فيتحول إلى نمط المطور، ومن الملاحظ أن الغالبية العظمى من المديرين في البلاد العربية من النوع الحارس وهو مآل الثلاثة أنماط الأخرى بعد تقديم ما لديهم أو نتيجة لاستنفاد طاقتهم بعد التقدم في السن والبقاء في نفس المكان مدة طويلة تؤدي بهم للملل من تكرار نفس الروتين اليومي، وحتى النوع المدمر، في النهاية يتحول إلى حارس للأطلال بعد أن يدمر كل شيء، أما النوع المطور فهم عادة القلة، وأحياناً لا تتاح لهم الفرصة لتقديم ما لديهم فيصبحون في نظر الإدارة من المشاغبين لعدم رضاهم عما يقدم، وعدم قناعتهم بأنه أفضل الممكن، وقد يقودهم الإحباط والرضا بالواقع إلى التحول إلى حراس لهذا الواقع الذي لا مفر منه.