الهدف من الانتاج الصناعي توفير الاحتياجات الاستهلاكية، وانتاج السلع المنتجة للسلع النهائية الاستهلاكية، والنظام الاقتصادي في الإسلام يعمد الى تشجيع الافراد على انتاج مايحتاجه المجتمع من سلع، لكن ضمن الاطار الاخلاقي الذي يقوم المجتمع المسلم على بنائه بهدف تحقيق المجتمع الفاضل الذي يحقق رسالة الاسلام في ايجاد الفرد المتوازن الذي يحقق غاية وجوده ويقوم بعمارة الارض التي خلقت من أجله. التوجيهات النبوية في مجال تنظيم الانشطة الاقتصادية بمختلف اشكالها وانواعها تعطي للبعد الأخلاقي المرتكز على الجانب العقدي اهمية قصوى عند رسم مسار هذه الانشطة في المجتمع المسلم. روى البخاري ومسلم عن أم سلمه زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الذي يشرب في إناء الفضة انما يجرجر في بطنه نار جهنم ولفظ مسلم مَنْ شرب في إناء من ذهب او فضة فانما يجرجر.. الحديث. كما روى مالك عن ابي موسى الاشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من لعب النرد فقد عصى الله ورسوله». بدراسة هذين الحديثين نلاحظ عدة امور يسعى الاسلام الى تحذيرها في سلوك الفرد المسلم لتحقيق البعد الاخلاقي عند ممارسة الانتاج الصناعي وعند طلب المنتجات الصناعية على النحو التالي: أولاً: ضرورة البعد عن انتاج سلع تؤدي الى ظهور وبروز المجتمع المترف، وبالتالي فان على الدولة المسلمة عند وضع سياساتها التصنيعية الحد من انتاج السلع الترفيهية والتي تساهم في نمو الاتجاه الاستهلاكي الترفي. ثانياً: منع إنتاج وتصنيع السلع التي تؤدي الى توجيه المجتمع الى قتل الوقت واضاعته ونشر روح الدعة لدى افراد المجتمع مثل انتاج لعب القمار وغيرها من المنتجات التي تنمي الميل الى حياة المتعة واللذة. ثالثا: توجيه سياسة التصنيع للمواد الاولية المرتبطة بالزينة والمتعة والترف في تصنيع السلع التي تلبي حاجة افراد الامة الاساسية سواء الاستهلاكية او تلك التي تؤدي الى زيادة الاصول الانتاجية او التي تساهم في تنمية قدراتها التقنية و العلمية. رابعا: مراعاة ان يكون الانتاج الصناعي وسياسة التصنيع للمجتمع المسلم نابعة من مفهوم تلبية الاحتياجات العامة للافراد او تلك التي تزيد من نطاق العمل المنتج الذي يؤدي الى التقدم الصناعي والتقني ولايساعد على التحلل الاخلاقي او بروز ظاهرة الميل الى الحياة الدنيا ومتعها والبعد عن الغاية التي من اجلها خُلق الإنسان.