* مكتب كبير، يجلس فيه أربعة من الموظفين.. أربع طاولات متناثرة هنا وهناك.. كومة من المعاملات تنتظرالبت في تخليص اجراءاتها... في الجانب الآخر يدور الحديث بين الموظفين الأربعة وكل يدلي بدلوه في شئون الحياة المختلفة وهمومها ومشاكلها التي لا تنتهي. جريدة يتصفحها أحمد بمعزل عن الآخرين.، وفجأة يصرخ : يا الله قريتواهذا الخبر يا جماعة؟! يقفز خالد ويبادره بالسؤال وش فيه؟ عسى ما شر؟! أحمد: لا . ما شر إن شاء الله، لكن هذا الرجل المسكين وعائلته تعرضوا لحادث وذهب ضحيته هو وزوجته وأحد أطفاله. محمد يعلّق: يا مسكين وشلون صار الحادث؟ يقول أحمد أبداً اعترض طريقهم جمل سائب فاصطدموا به وحدث ما كان. يقول عبدالرحمن أكيد السائق الله يرحمه كان مسرع أو أنه مشغول بأشياء داخل سيارته مع أسرته ولم ير الجمل. يقول خالد ولاّ يمكن بل أكيد أن الطريق لم يكن محميّاً بسياج حديدي والاّ ما صار الحادث. أحمد: الله يهديه وبس لو كان منتبه لما صار اللّي صار.. محمد يعلّق عموماً يا جماعة الخير اللّي صار صار وانتهى وهذا ما هو غريب احنا كل يوم تقريباً نقرأ عن مثل هذه الحوادث،المؤسفة والمأساوّية ومهوب صاير أوّل واحد ولا آخر واحد يموت في حادث عموماً الله يرحمه ويرحم من معه.. أحمد: ولكن وش الحل؟ عبدالرحمن: الحل!؟ بصراحة لا أعرف. الجميع يرددون: الله يرحمهم، الله يرحمهم... خالد: على فكرة يا بوحميد شفت المباراة البارحة؟ يا ترى في الجريدة اللّي معك كتبوا عنها شيء؟ ودقيقة يقول محمد سأنظر. ثم يقول كالعادة ما كتبوا شيء جديد رئيس النادي المهزوم يحتج على التحكيم وانه سبب خسارة فريقه، وحتى رئيس النادي الفائز يقول ان الحكم لم يحتسب لهم ضربة جزاء صحيحة 100% وكالعادة رئيس لجنة التحكيم يدافع عن زملائه الحكام ويعطيهم عشرة على عشرة.. عندها يعلق عبدالرحمن: ولكن بصراحة يا جماعة هدف الفوز كان تسلّلاً واضحاً والجميع شافه في التلفزيون.. يقول خالد يا رجّال وش بتسوِّي النتيجة واعتمدت واللّي كان كان. أحمد: ولكن هناك خبر يقول ان رئيس النادي المهزوم تقدم باحتجاج رسمي على نتيجة المباراة والتحكيم.. محمد: وظنك وش بيصير اكيد مثل دايم بيقبل الاحتجاج شكلا ويرفض مضموناً... وعموماً الفريق المهزوم أصلاً لن تؤثر فيه الهزيمة فهو ضامن الدخول للمربع الذهبي ولكن الله يستر في المربع لا يكون التحكيم سبب مباشر في خروج بعض الفرق اللّي ما تستاهل! يقفز عبدالرحمن: يا جماعة ما تلاحظون انكم أرعجتونا، كورة ، كورة الله يرحم والديكم طلَّعونا شوي من جو الكورة ترانا ملّينا صارت حياتنا كلها كورة في كورة صارت هذي الكورة تأكل وتشرب معنا ما عندنا شغل إلاّ هي.. خالد: والله انك صادق. عبدالرحمن: على فكرة مين طلّع منكم جوّال بعد التخفيض؟ أحمد: والله بغيت أطلّع بس قلت اصبر شوي يمكن يصير بلاش. يقول محمد يا شيخ إحمد ربك ولا تصير بخيل. خفضوه من عشرة الآف إلى ثمانمائة وبعد تبي أكثر؟! حمد: ليش لا؟ يا أخي عند غيرنا ببلاش. عبدالرحمن يعلق: انت يا أحمد بخيل والله يعين الاتصالات عليك اذا طلعت جوال شكلك بتنشف ريقهم الين تسدّد ويمكن ما تسدّد بعد.. وتسوِّي زي أكثر الشباب يطلّع جوال ويكشخ به الين أوّل فاتورة وبعده تلقاه باع الجوال ورمى تبعياته على المشتري المسكين.. أحمد: عموماً سأنتظر فترة واذا ما خفضوه الشكوى لله بطلّع واحد ويمكن عائلي بعد! * يدخل المراسل بمعاملة مستعجلة من المدير: السلام عليكم . ويرد الجميع وعليكم السلام ويبادره محمد تصدّق يا بو علي اني اذا شفتك مقبل ضاق صدري. ويرد ابو علي: ليش يا ولدي؟ محمد: علشان اكيد ما وراك إلاّ شغل وبتعطيه واحد منّا لكن الله يستر ما يكون أنا. أبو علي: هو الشغل يا وليدي عيب والاّ حرام؟ يا وليدي ما حطّوك هنا إلاّ علشان تشتغل وتخلص أمور ومعاملات الناس. عبدالرحمن: صحيح يا عم أبو علي لكن اليوم الأربعاء وما باقي على الدوام إلاّ ساعتين وما يمدينا نخلص شيء علشان كذا خلَّنا نوسّع صدورنا بالسواليف والحكي إلين ينتهي الدوام ويوم السبت يحلّها الحلاّل. أبو علي يعلق: المشكلة انكم يا عيالي كل يوم على ذا الحال.. عموماً هذي المعاملة محوّلة لخالد وهي مستعجلة. خالد:حِطّها على المكتب وبشوفها ان شاء الله يوم السبت. ابو علي: ولكن المدير يقول يبيها اليوم وباقي على الدوام كثير يا وليدي والمعاملة ما تحتاج كثير. خالد: يا رجّال أي مستعجلة الله يهديك يا عم بوعلي انت مصدّق؟ قلت لك حطها على المكتب إلين السبت. أبوعلي: وان سألني المدير عنها وش أقوله؟ خالد: قله استلمها خالد وبيخلصها ان شاء الله وصدقني مديرنا طيب ما هوب قايل شيء ويا رجّال اللّي ما يخلص اليوم يخلص بكره والاّ انت ما تدري ان هذا هو شعار الكثير من الموظفين والادارات؟ ابو علي: عموماً أنا سوّيت اللّي عليّ والوجه من الوجه أبيض. محمد: تكفى يا أحمد إذا خلّصت من الجريدة اللّي معك عطني ايّاها وخذ الجريدة اللي معي أبغى أقراها حتى يجي وقت الخروج... أحمد: ابشر بقى لي صفحة وحدة بس.. ولاّ تدري خذها يا رجّال ملّيت من القراية. محمد: جزاك الله خير وعساني أقدر أخلّصها قبل نهاية الدوام لأني وبصراحة ما أقدر أقراها في البيت! مثلك عارف بيت ومسئولية وزوجة واولاد وطلبات وما يمديني اقرا ولو صفحة واحدة وبصراحة ما ألقى فرصة لقراءة الجريدة إلاّ في العمل تصوّر يا أخي؟! يأخذ محمد الجريدة ويبدأ في قراءتها فيدخل المراسل ابو علي فجأة ويقول يا جماعة انتهى وقت العمل، يا الله وقعوا انصراف... يرد عليه محمد: الله عليك يا بوعلي دايم تنكد عليّ يا شيخ روح الله يسامحك. عموماً تكفى ياعبدالرحمن احفظ لي الجريدة عندك في مكتبك أنا درج مكتبي مكسور وبصراحة أخاف من خالد ياخدها معه بيتهم كعادته بالرغم من اننا كلّنا (قاطّين) في الجريدة.. واذا داومت يوم السبت ان شاء الله بكمّل قرايتها واكيد بتكون نفس الاخبار مع اختلاف بسيط.. يا الله يا شباب تأمرون شيء.. لا أبد ما تقصِّر أجل مع السلامة، ويرد الجميع كلنا ماشين معك. بس لا تنسى يا خالد ترى الفطور عليك يوم السبت علشان الدور عندك. خالد: ابشروا والله بالخير واللّي يرضيكم. لكن وش تبون تفطرون فول ولاّ نواشف أو سندوتشات خفيفة؟ الجميع: والله اللّي يطلع منك خير وبركة انت كريم وحنا نستاهل. خالد: اجل ابشروا.. تكفى عطني قلمك يا عبدالرحمن خلّني أوقع. مع السلامة ويرد الجميع في أمان الله. وما ينسى خالد يوقع انصراف عن زميله صالح اللّي موصِّيه كالعادة فهو قد خرج منذ العاشرة صباحاً.