مازلت في هذا المقال أتابع وضع السياحة الداخلية في الصيف وعلاقته بالأرضية الثقافية التي يكتسبها الأبناء والبنات.. رغم أن هناك بعض الجهود لتنشيط السياحة الداخلية في مختلف المناطق إلا أن الرياض وهي العاصمة وفي شدة «قيظها» يهرب الكثير من أهلها ليس بحثاً عن السياحة وإنما بحثاً عن جو لطيف مناسب وفي نفس الوقت هناك العديد من الجهود لتكون الرياض أحد المصايف في برامج الأسواق والمنتزهات والمدن الترفيهية وسوف استعرض نموذج منتزه الساحل حيث قدمت نموذج الرجل البهلواني الوحشي السعودي فماذا قدم من ثقافة للأطفال على وجه التحديد أكل الزجاج وأكل الخشب وقضم الحديد وسحب السيارات بالأسنان بواسطة حديد أو حبال ولم يكن هناك مراعاة للمتنزه وتقدير رغبته في حضور فقرات الترفيه فأنت تجاهد لتمنع أطفالك الصغار في مثل هذه الحالة وعندما تلفظ هذا النوع من الألعاب البهلوانية من شرب الماء والرأس إلى أسفل والأرجل إلى أعلى أوطيّ الحديد بالحنجرة وغيرها ثم تذهب لاطعام أطفالك فتفاجأ بشرارات من النار تسقط على الطاولة بعد أصوات مدوية تزرع الخوف في نفوس الصغار والكبار بدون سابق انذار ان هناك ألعاباً نارية ثم تتوالى «الانفجارات» والصراخ من الأطفال وبعض الكبار حول المكان إلى شيء أشبه بالخائفين من الحرب. .. وليس هذا فحسب فإن الترفيه مطلب أساسي لكثير من رجال الأعمال الباحثين عن زيادة الأرصدة بدون وعي بأهمية تثقيف المجتمع وأفراده بمختلف الأعمار. ان هذا النموذج من المنتزهات يقابله نموذج آخر وهو منتزه البحيرة الذي كان يركز على عرض برامج تثقيفية مثل نشاطات الأستاذ صالح العريض ومجموعة مواهب وأفكار. ان هناك العديد من المنتزهات التي قدمت نماذج مناسبة وأخرى غير مناسبة من الأفكار التي تجذب السائح وفي نفس الوقت كانت الحاجة إلى مستوى التثقيف متفاوتة فعلى سبيل المثال المراكز الثقافية الصيفية وجهت نحو المكملات ولم توجه البرامج نحو تثقيف الطالبات بالدورات والحلقات التنشيطية في اللغات بالتحديد والحاسوب وفي المقابل أيضاً الأسواق امتزجت ببعض البرامج الثقافية حول مجتمعنا قديماً في بعض العادات للألعاب والقصص والأمثال. ان بلادنا تتمتع بمقومات رائعة في تنشيط السياحة داخلياً ولكن يحتاج الافراد إلى انعاش ثقافي سياحي من قبل القائمين على المناشط السياحية ليكون هناك تطور وتنامٍ مرتبط بمتطلبات الأفراد أنفسهم مع احترام رغباتهم في وضع نشرات تعريفية بالبرامج عند مداخل جميع الأماكن السياحية تحقق الوعي بعرض البرامج ويتاح للسائح فرصة الدخول إذا رغب أو الانسحاب إذا لم تناسبه النماذج التي ستعرض عليه وعلى أطفاله، اننا نحتاج إلى إعداد دورات وعي وتثقيف لرجال الأعمال الذين يسعون لاقامة مختلف المشاريع الترفيهية والسياحية بهدف رفع مستوى ثقافة ووعي أبناء الوطن أيضاً وليس مجرد تخديرهم بما هو غريب وغير مناسب.