في كل عام وفي مثل هذا اليوم نتذكر تلك الأيام الخوالي التي قادت التاريخ صناعة ومجداً لهذه البلاد الطاهرة. ونستعرض أولئك الرجال العظام الذين صنعوا مجد أمة كانت ما قبل التوحيد تعبث بها الفتن والصراعات والفرقة والحروب حتى قيض الله لها رجلا مؤمنا مجاهدا جمع شتات الأرض ووحد النفوس قبل الصفوف على كلمة سواء إنه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي سطر بجهاده مع قلة قليلة من رجاله المخلصين أعظم بطولات العصر الحديث فقد أسس لهذا الكيان العملاق القواعد والأسس الراسخة التي سار عليها من بعده أبناؤه الكرام حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله، وتلك الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتحقيق المزيد من التقدم والرخاء حمّلتها على أن تجعل التعليم أهم أولوياتها وتعطيه جل اهتمامها إيماناً منها بأن الإنسان محور التنمية ومحصلتها النهائية، والمطلع على غاية التعليم في المملكة وأهدافه العامة التي حددتها السياسة العامة للتعليم يجد أنها ترجمت المفهوم الحديث للتربية ترجمة واعية وحافظت على التوازن الدقيق بين التعليم والتعلم. برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله كأول وزير للمعارف والجميع يعلم القفزات الكبيرة التي حققت في هذا المجال من العام الأول لتأسيس المملكة حيث شرع على الفور في تطوير طرق وأساليب التعليم القديمة مثل طريقة الكتاتيب بافتتاح الفصول الدراسية إلى أن تطورت في انشاء المدارس حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من انتشار وتقدم وتطور، ولم يتوقف ذلك الدعم اللامحدود عند هذا الحد بل شمل بزوغ مشروعات تربوية واكبت في تطوراتها العلمية كل جديد لما فيه مصلحة أبنائنا الطلاب والارتقاء بمخرجات التعليم لإعداد جيل منتج ذي مهارة عالية وذلك من أجل بناء نواة لصناعة تقنية المعلومات المتقدمة ونستدرك معها سعي الدولة الحثيث لإدخال كل جديد وحديث إلى مؤسساتها المختلفة، ففي المدارس نجد البرامج المتطورة والمتعددة التي تسهم في رفع مستوى العملية التعليمية وتخرجها من أسلوبها القديم إلى نموذج حديث يتواقف مع تقنية العصر. وسعي حكومتنا الرشيدة أيدها الله لتطوير مؤسساتها المختلفة لايقف عند التعليم فقط بل يشمل جميع مرافق ومؤسسات الدولة من منطلق التنمية الشاملة لجميع القطاعات للتكامل مع بعضها البعض وتصب نتاجاتها لخير هذا البلد الكريم المعطاء.