تعيش المملكة في مثل هذا اليوم من كل عام ذكرى جميلة ورائعة لبطولات عظيمة هائلة نسج خيوطها الملك الراحل الفذ عبد العزيز طيب الله ثراه فلقد كان خادماً لدينه ووطنه وأمته جمع عبد العزيز كل الصفات فكان بمفرده أمة كاملة آل على نفسه تطهير الجزيرة ففعل وراهن على توحيدها فتمكن ورسم السياسة الثابتة الدائمة للمملكة فأبدع. ومن طموح عبد العزيز وقدرته بدأ شموخ المملكة يرتفع يوماً بعد يوم إلى أن تربعنا على القمة اليوم وسط بناء عال أسسه عبدالعزيز وأحكم تشييد أدواره بعده ملوك عظماء من أبناء عبد العزيز هم سعود وفيصل وخالد إلى أن جاء عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله فتوج البناء بإيصال المملكة إلى ما وصلت إليه اليوم من تطور مذهل فاق كل التوقعات وتحديث رائع شمل كل الاتجاهات ومجاراة سريعة للحضارة العالمية في سياسة حكيمة متوازنه ملتزمة تماماً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فكلما قرأت التاريخ وتصفحت ما كتب فيه عن مشاهير العالم تأكدت أن الملك عبد العزيز طيب الله ثراه شخصية عظيمة فذه وكلما تمعنت في ماضي جزيرتنا العربية وحاضرها وما كانت عليه وما وصلت إليه الآن أزددت إعجاباً بمؤسسها وموحد كيانها عبد العزيز (يرحمه الله). جاء عبد العزيز إلى هذه الأرض وهي قرى متناثرة في صحراء واسعة شاسعة عصفت بها الأطماع ومزقتها الصراعات وبعثرتها الفتن والمؤامرات ثم جاء موحد الجزيرة وقد عقد العزم وصمم على تكوين الوطن وإعادة ملك أبائه وأجداده فتحقق ما له ما أراد إذ فتح الله له كنوز الأرض ليبدأ بناء أول دولة عصرية في التاريخ ودولة قوية عظيمة يفخر أهلها ويفرحون بالانتماء إليها واليوم ونحن نعيش ذكرى يومنا الوطني - يوم الوحدة والتوحيد ويوم إزالة الستار ورفع الشعار ويوم بداية البناء للدولة الحديثة التي بهرت أنظار العالم بإنجازاتها المتلاحقة والسريعة وأخذت مكانها اللائق بها وسط العالم. نحتفل اليوم ونحن نرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى بأن يرحم المؤسس عبد العزيز وأن يمد في عمر مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي أكمل المسيرة بعد إخوانه وقاد السفينة بعبقرية فائقة وتوازن تام - فالحمد لله على ما تم وزدنا اللهم من عطاياك الجسام وأسبغ علينا نعمة الأمن والأمان واحفظ لنا قادتنا وولاة أمورنا 00 وصلى الله وسلم على نبينا محمد.