لكل أمة تاريخ وحضارة تعتز بها وتفتخر بسردها واستعراضها بين سائر الأمم وتبقى تلك الأمم.. والمملكة العربية السعودية تمثل احدى وأبرز تلك الأمم الشامخة على مر التاريخ.. إن الحديث عن المملكة العربية السعودية وهي تمر بذكرى يومها الوطني لهو حديث حافل يضرب أطنابه في جذور التاريخ على أرض صلبة اسمها الجزيرة العربية.. ان التاريخ السعودي الحديث الذي أسسه مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه اللّه يعد بمثابة ملحمة تاريخية تمحورت فيه ومن خلاله كل الحقب الشامخة التي استلهمت الماضي وما حفل به من تراث وملك الأجداد وضرورة استعادته ليعود الحق إلى أصحابه.. ومن هنا كانت استراتيجية الملك عبد العزيز التي جعلت شعارها «لا إله الا الله محمد رسول الله» ثم عزم وتوكل على الله بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم إرادة الملك عبد العزيز القوية وحنكته وشخصيته القيادية الفذة ومن خلفه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولست الآن بصدد استعراض توحيد الجزيرة والفتوحات التي خاضها الملك عبد العزيز ورجاله، فذاك موضوع لا أحد يستطيع غور أسباره ولكنني أكتفي في هذه العجالة بأن اذكر نفسي وإخواني من أبناء شعبنا الكريم بعظمة هذا التاريخ ونصاعته وما يجب علينا تجاه هذا الوطن من الواجبات والمسؤوليات التي تفرض علينا جميعا التفاني والإخلاص من اجل ان نشارك في البناء ونحافظ على مكتسباتنا الوطنية في ظل عقديتنا الاسلامية التي لولاها لما كان لنا اي عزة نفخر بها بين الأمم. ان المملكة العربية السعودية وهي تمر بهذه الذكرى الخالدة تستعيد ماضيها التليد وتضعه نبراسا أمامها لتمزج ذلك العبق الأصيل مع الحاضر المشرف لبلادنا الحبيبة وهي تعيش هذا العصر بتداعياته الحضارية ومقوماته المختلفة على جميع الأصعدة مما جعل لمملكتنا الغالية مركزا مرموقا بين دول العالم مع احتفاظها بمبادئها وثوابتها الراسخة ومواقفها الصلبة بفضل اللّه سبحانه وتعالى ثم بفضل القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذين لا يألون جهدا لخدمة هذا الوطن الغالي ومواطنيه. والله ولي التوفيق. * مساعد وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي