في يوم 10/5/1422ه الموافق 31/7/2001م التقيت بزميل عزيز وصديق كريم بفندق من فنادق كوالالمبور عاصمة ماليزيا ذلكم هو الأستاذ حمد بن عبدالله الصغير الذي جاء لتوه من الرياض وجلسنا نتحدث فقال: هل وصلك أخبار عن الأهل والبلاد فقلت: أحبابي وأهلي وكل شيء على ما يرام والحمد لله فتنهد ثنيان هذه اللفتة، ومعتذراً عن تأخر مشاركتي حيث كنت بعيداً عن أرض الحدث، وما هذه الأبيات التي نظمتها تعبيراً عن الحزن الذي ألمَّ بي وبأسرتي إلا القليل من مشاعرنا تجاه هذه المصيبة العظيمة التي أصابت أنبل الرجال وأكثرهم حباً ومواساة لشعبه، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه. وسكت قليلا ثم قال: ألا أعلموك بنبأ مفجع قلت: لا قال: لقد توفي فهد بن سلمان بن عبدالعزيز ابن أمير الرياض وحزنت البلاد كلها عليه. فنزل الخبر علي كالصاعقة وأصبت بذهول وصمت مع حزن وبعد برهة قلت: متى؟ قال: قبل عشرة أيام فإذا الجناح مهيض والمزار بعيد وقد ذهبت أيام العزاء في شرعنا المطهر فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكم وددت أني سرت وصليت عليه ومشيت خلف نعشه وحضرت دفنه وعزيت الطود الذي نحتمي به في النائبات سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود أسعده الله وسدد خطاه وجبر مصيبته وعند وصولي زارني الصديق الجليل الشيخ ثنيان بن فهد الثنيان وأخبرني كيف كان وقع المصاب على البلاد كلها وخارجها وقال لي إنه استأذن من سمو الأمير سلمان بطبع ما قيل في الفقيد فهد بن سلمان من المقالات والقصائد الرثائية. وقد قلت في غربتي عند معرفتي بنبأ الفجيعة قصيدة خجلت من نشرها في وقت متأخر وما دامت المراثي ستطبع مجموعة في كتاب فإنني استميح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والد فقيد الجميع العذر في تأخري عن نشرها لغربتي وبعدي وقت الحادث المؤلم. شاكراً للصديق العزيز ثنيان بن فهد الثنيان أريحيته وإتاحة نشرها في مجموعة مراثي الفقيد وعلى هذا أقول: دنا الماليز أخبرني الزميل وصم مسامعي نبأ يهول وفقد الأكرمين ثقيل حمل وكم عظم المصاب وكم يطول إذا فهد بن سلمان افتقدنا فدمع الكل في حزن يسيل ذوى غصن قد أثمر بالمعالي وفي ساح المكارم كم يجول وفي النادي يسر لناظريه وحاجات الجميع له تؤول عرفت فتى السماحة خير شهم يبادر قبل سائله يقول فيا سلمان لذ بالصبر إنّا فجعنا والمصاب لنا جليل نعزي دوحة الإحسان فينا وعارضنا يقول لنا أطيلوا عظيم الرزء يقتنص الأعالي ويترك عانة الدنيا تقيل أيا طود اليمامة كم حزنا على فهد ولازمنا الذهول ويا سلمان إن الدهر يأتي بفاجعة وأنت لها الحمول ويا سلمان كم خلناك فينا تخفف وطأ أحزان تهول ويا سلمان كم خلناك جلدا بهام فوق عارضنا تطول يسير الدهر بالأقدار فينا ويمضي لا يبالي ما نقول ويختار العزيز لدى ذويه فلا نبدي الحراك ولا نصول طريق الموت مسلكنا جميعا وبعد العيش يفجعنا الرحيل ومن عزى نعزي فيه نسلا كذا سير الفواجع لا تقيل أبا فهد إذا أغمضت عينا فكل القوم في حزن يطول فقدنا الرسل والأفذاذ فينا وخير عزائنا تبقى تنيل وأنت الذخر تبني للمعالي وتقصي الشر لا ترضى يجول وكم أفرحت من يأتي حزينا لك الأفعال إذ قوم تقول فدم للنائبات بكل ساح يد تعطي وأخرى كم تصول ووجه بشاشة يجلو هموما وأنت النهر للعطشى يسيل ستسقي الغرس يثمر كل خير وتعطي الدرس يفهمه الرعيل ورثت عن الغضنفر خير خلق وعن نهج الأبوة لا تحول نواسي للذي واسى ألوفا وأرسى الصبر في من قد أهيلوا لحزنك طأطأت رضوى ذراها وأعلنت الحداد له الدخول وكم أدعو الإله وارتجيه