السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحية طيبة وبعد: تأخذنا في هذه الحياة لحظة ألم من عارض ألمّ بنا في ساعة كدرة، تتعب أنفسنا.. تعيش وهم تكالب المصائب والآلام، نندب حظنا.. وعثراتنا المتكررة في هذه الحياة، وما علمنا اننا لو اطللنا برؤوسنا نحو الآخر، نحو المحيطين بنا لوجدنا البؤس بعينه، والعذاب الحقيقي!! بعد قراءتي لمآس واقعية حفلت بها مسيرة اسر وافراد فشردت.. وعذبت.. ويتمت.. وسجنت!! كان ذلك بعد قراءتي للتحقيق المثير الذي نشرته «الجزيرة» في عددها ذي الرقم 10575 وقامت على إعداده الصحفية هيفاء عبدالرحمن بخصوص مصير مظلم تعيشه فتيات من هذا البلد وبلدان أخرى ارتضين لأنفسهن طريق الظلام والضلال فعشن في أوكار الرذيلة وتفيأن من وارف الانحطاط الشيء الكثير، كل ذلك كان من خلال «شمة» عابرة.. أو «نزوة» خافتة.. حتى إذا استرسلت معها ذات العفاف فقدت كل ما يمنحها حق العيش بهناء وسعادة!!. ان يخطئ الرجل، وان نسمع عن تصرفات طائشة وانحرافات مفجعة، قد لا يكون ذلك مستغربا بمقارنته مع انحرافات الأنثى.. الأم.. المدرسة.. الحياة!! المرأة حينما تخطئ تجر في إثرها آخرين.. ليس آخرهم الأبناء!! ما حكته لنا الاخت هيفاء من قصص واقعية من داخل سجن النساء بالرياض يعبر عن صورة قاتمة وحزينة لحياة هؤلاء السجينات. تلك النسوة اللاتي قتلن في انفسهن روح الأنوثة من خلال تلبسهن أرواح الشياطين، لم ظهرن هكذا، ولم يكن بدعا من أمرهن، بل كن نتاج معيشة منفتحة بدون قيود، خدعهن في ذلك «الثقة» التي تدندن عليها حواء وتطالب بها، وما علمت ان من «ذئاب» البشر من ينتظر بروزها ليقتنصها غير عابئ بما ستؤول له بعدئذ!! الانفتاح الكبير الذي عاشته المرأة في العالم في العقد الأخير من خروج غير منظم، وعلاقات مجهولة ممهورة برسم الثقة، وافرازات طبيعية لمشاهدات فضائية منحت المرأة شكلاً آخر ورسما آخر، بحثت هي عن مجاراته.. فكانت النتيجة دمارا مجلجلاً!!. المرأة ضحية الرجل مرتين، ونفسها مرة واحدة، ضحية الرجل الذي بحث عنها لملذاته وشهواته، واستمات ليميلها إليه، مستعدا في ذلك لكل ما يتطلبه هذا الوصول، من حيل ودسائس شيطانية، ومغريات حياتية، فاقتنصها.. وتلاعب بها ثم رماها لقمة سائغة سهلة الهضم.. لذئاب يقفون خلفه بعد ان كفاهم البداية، وهو مع تجريمه بفعلته.. لا بد ان يجرم من أوصله لهذه الحال من إعلام منحط، يبحث عن المال على حسابه من خلال الغرائز.. وليحدث ما يحدث!! وليجرم المجتمع الذي تركه يتيه في ردهات المقاهي واحواش الفضائيات، دون ان يلبي له بدائل تبني فيه الإنسان السوي المستقيم!!. والمرأة ضحية للرجل مرة ثانية لأنه لم يمارس قوامته عليها، فتركها تذهب أنى شاءت ومع من شاءت، وما علم ان عودها لين سهل الكسر، خدعوه بأن الثقة هي الحصن الكبير الذي يقي من الانحراف!! تركها تبحث عن خواصها بذاتها، متعللا تارة بالعمل.. وتارة بعدم الاقتناع.. وتارات أخرى في مجاراة واجب اجتماعي من خلال شلة الاستراحة والارتباط اليومي القاتل!! تركها.. دون ان يلاحظها عند خروجها، فيأمرها بالستر لكيلا يطمع من في قلبه مرض فيها، ظن ان ثقته فيها تكفي.. وما علم انه يحتاج ايضاً ان يثق بمن يحيط بها!! فماذا كانت النتيجة؟؟ تعرضها لاستثارة من ذئب بشري، او إغراء من زميلة خادعة!!. والمرأة ضحية لنفسها حينما ابتعدت عن دينها ورضيت لنفسها ان تحاكي الغير وتقلدهم في أدق تصرفاتهم، ومارست في نفسها الازدواجية القاتلة، حينما شعرت ان امرها بالستر والتحجب ما هو إلا تزمت وتشدد غير مبرر!! ثم هي اوهمت نفسها انها قوية بنفسها، وانها لا تحتاج رقابة ووصاية الرجل، بل قالت انه هو من يحتاج ان يراقب.. لأنه الأكثر خطأ!!. اعتمدت في حياتها الخاصة على غيرها، فأوكلت امور الأبناء للمربية، وأمور الزوج للخادمة!! فماذا حدث؟؟ سيطر الفراغ عليها وجعلها تبحث عن متنفس وليته كان في الاتجاه السليم!!. تلك الحوادث، كانت بصدق تمنحنا اكثر من صورة قاتمة تعيشها المرأة، خاصة وان كثيرات ممن كن ضحايا ذلك اللقاء كانت انحرافاتهن لا تصدر عن حاجة مادية، بل ان المادة متوفرة وموجودة، من زوج محب، او اب مشفق، او أم حنون!! ورغم ذلك انجرفن خلف ابواب الشر ونوافذ الخطيئة!!. ما سطرته الاخت هيفاء.. يجب ان يوقظ الغفلة، ويفتح آفاقا جديدة في التعامل مع الفتاة فنستدرك من لم تطأ بعد هذه الأرض المنتنة، ونعالج من لم تصل خطيئتها لدرجة الذيوع والانتشار، وهي يجب ان تفتح ملفات الأسر وتعيد الأمور لنصابها الصحيح، قوامة للرجل وعفة للمرأة بدون تشدد قد ينفجر في يوم ما فلا نملك له علاجاً، وبدون تساهل قد يجرئ الممتنع!! فهذه الصورة السابقة ولاشك.. تمثل نسبة صغيرة ممن يمارسن ذات الفعل ولكنهن لم يكتشفن بعد!!. صادق الدعوات أرفعها للمولى عز وجل ان يحمي بناتنا وبنات المسلمين عامة، ويهديهن طريق الصلاح والفلاح، ولا أنسى ان اشكر «الجزيرة» على هذه الاضاءة الهامة لواقع يجهله الكثيرون. تركي بن منصور التركي - بريدة