الصحافة، منبر من خلاله تنطلق الرسالة الإعلامية ذات الأهمية الكبرى، التي لا يمكن التقليل من شأنها بأي شكل من الأشكال في ظل الانفجار الإعلامي على مختلف المستويات ومع هذا يظل للقلم المتميز بريق لا تطفئه تلك الثورات الإعلامية، بل تظل حافزاً دائماً للكتابة، فمنذ القدم تعتبر تلك الأداة الصغيرة حاملاً لمعان عظيمة في السلم والحرب وفي الحياة عامة، على مر السنين والعصور لذا قد تهرب العبارات والكلمات والحروف الصغيرة منا ونلجأ للقلم الحبيب فهو خير مترجم لنا، لذا ليت المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات يساهمون في النهوض بتلك المادة المهملة على مختلف المراحل منذ أن أصبحت مجرد مسمى فقط لكسب درجات زيادة أو العكس لمن لا يعرف ماذا يكتب وكيف؟! فالبعض وللأسف الشديد وهن قلة، تعتبر هي معقل الفكر والاحساس لديهن، فهي خيرمحرض لهن لتستخرج المخزون الثقافي واللفظي لهن وذلك من خلال القراءة والاطلاع المستمر لذا نجد فيهن الابداع والتميز وخاصة عندما بجدن أرضاً خصبة وعقلية واعية ومثقفة تحتضن المواهب الشابة وتساهم في مسيرة الابداع لديهن، فقد تبتسم لهن الحياة وتقدمهن كاتبات ومبدعات وشاعرات يحملن أسمى معاني الثقافة والأدب لديهن القدرة على الحوار الايجابي والمنطقي في أمور هامة تلامس أوتار المجتمع، لأجل التوصل إلى توصيات وحلول لمشاكل المجتمع، فالمسألة ليست مجرد مادة فيها نجاح أو رسوب، بل هي لغة تعبيرية انسانية، الجميع بحاجة لها في الحياة لأنها لغة التواصل والحوار مع الآخرين، والبداية الحقيقية تكون في البيت عندما يشجع الأبوان الطفل على الحديث بمنتهى الانطلاق مع توضيح معاني الأدب في ذلك حيث كان رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام يحثنا على تعلم الآداب السامية في مختلف المجالات حتى نكون بشراً حقيقيين مدركين أساليب التواصل ومبادئه في حسن التعامل والحوار، ولا ننسى أن هنالك العديد ممن اعتنقوا الإسلام من خلال تلك الروح الطاهرة والطيبة التي كان يمثلها ولا يزال هادي الأمة نبينا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، نلاحظ أنه كان محاوراً رائعاً ومقنعاً ويستخدم أساليب عدة، توافق الموقف نفسه وتؤدي الغرض على أكمل وجه، وهذا ما نحن بحاجة إليه فلدينا الكثير ممن يحملون الشهادات الجامعية ولا أبالغ إذا قلت الدكتوراه ويعجزون عن القدرة على التعبير أو الاقناع والاسلوب السليم، فما فائدة تلك الشهادات طالما أن أصحابها يفتقدون أدنى الأساليب البسيطة، اننا بحاجة أكثر إلى الاهتمام بالانشاء من خلال اعادة الحياة لها من جديد من خلال مثقفين ومثقفات قبل أن يكونوا جامعيين على اتصال دائم مع أحداث العالم، وبما فيها المجتمع لطرح مواضيع جديرة بالنقاش وتشجيع على اسلوب الاتصال والحوار، حتى نوجد جيلاً أكثر جرأة وأكثر قدرة على القراءة بشكل صحيح، ونربي فيهم الاحساس بما حولهم. لكي يكونوا أعضاء فاعلين لخدمة وطنهم، ولا بد أن تساهم وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الصحف في قضايا حية تناقش مشاكل التعليم والمنتمين إليه بذلك نكون ساهمنا في أن نعيد الحياة لتلك المادة التي ظلت تحتضر سنين طويلة، في غرفة الروتين والاهمال، إلى أن جاءت عقول شابة ومثقفة تريد أن تصنع من هذا الجيل جيلاً لا يشبه غيره.