ودورها في تربية النشء

جمعيات تحفيظ القرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
فإنه لا يخفى على كل منصف ما لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مدن بلادنا من دور فعَّال اسهم في تخريج عدد من حفظة كتاب الله تعالى، كما خرّج أجيالاً مثالية تخدم المجتمع ويتمثل ذلك في الدور العظيم الذي يقوم به هؤلاء الحفظة من إمامة المسلمين في الصلوات ولا سيما في رمضان، وما يقوم به كذلك هؤلاء الحفظة من تعليم لكتاب الله تعالى حينما يتخرجون من تلك الحلقات المباركة ليساهموا في تعليم كتاب الله تعالى.
وقد انعكس حفظ هؤلاء الفتية لكتاب الله تعالى على سلوكهم واخلاقهم وذلك حينما ترى مدى تأثرهم بما حفظوه من كتاب الله فترى عليهم الوقار والسكينة، وكذلك من حيث المستوى الدراسي فقد اثبتت الدراسات ان الطلبة الذين يدرسون في حلقات تحفيظ القرآن الكريم احسن مستوى من غيرهم من حيث التفوق الدراسي والمستوى الاخلاقي فهم يتميزون بالأخلاق الفاضلة وهم متفوقون دراسيا وهذا من فضل الله تعالى ثم بسبب حفظهم لكتاب الله تعالى.
فبارك الله في جهود القائمين على تلك الجمعيات وشكر سعيهم وزادهم من التوفيق والسداد وجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم.
ولا يفوتني في هذه الكلمة ان اشيد بدعم المحسنين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وكذلك ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم مما جعلها تستمر في اداء رسالتها الخيِّرة، وقد تبنت بعض الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مشاريع الصدقة الجارية حتى تكون مورداً ثابتاً تستثمر عائده في دعم جهودها المباركة لذلك فإني أهيب بالمحسنين دعم تلك الجهود الموفقة حتى تكون لهم بمثابة الصدقة الجارية، وحتى يساهموا في تعليم كتاب الله تعالى الذي ورد في فضل تعليمه قول الرسول صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» فأسرعوا أيها الإخوة في دعم الجمعيات بما تجود به انفسكم وساهموا في مشاريعها التي هي بمثابة الصدقة الجارية لتحوزوا على الخيرية التي وعد بها الرسول صلى الله عليه وسلم لتساهموا في بناء جيل اسلامي يتمثل القرآن في سلوكه وأخلاقه وآدابه...
أصلح الله شأن الامة الاسلامية وشبابها واعاد لها مجدها وخذل اعداءها انه جواد كريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.