أبها.. مع صباحك النادي ودعتك.. وأنا أسير على طريق الوداع أسجل بعين شاردة ملامح الطريق، وزخات المطر تسقط على النوافذ الزجاجية لتنبهني حتى أستيقظ من حلم دلالك لي.. وسروري بك. أبها زرتك هذه المرة ومعي أطياف ماضٍ جريح عبر مع الزمن.. بقايا حزن قديم.. ولكنك كنت أملاً جميلاً وبلسماً ناعماً أتلهف للقائه صباح مساء. ركضت بنا المسافات يا أبها فانسلت معها بهدوء لحظات ابتهاجنا بالزمن معك، فعرفنا أن وقت الوداع قد حان، وحقيقة أنا لا أحب وداع أحبتي. أودعك يا أبها.. وعيني مثقلة بشجن خفي حيث إنني كنت أودعك دوماً.. ولكن هذه المرة وداعك مختلف.. يتبعني في طريقي حنين دافىء تنسحب معه هنيهات الفرح والعيون التي غمرتني بودها.. وأصوات لها جرس المحبة. أبها مدينة غير المدن .. كل يوم تشرب غيم السماء.. وتكتحل كل مساء بلمعة برقها.. وكل يوم تعاتب شلالات الشمس إذا لم تغزلها نوراً منسكباً على جبالها بعد كل زيارة حالمة للمطر. هذه الأرض الجميلة الوديعة عشقي لها هذه المرة مختلف ووداعي لأبها كذلك هذه المرة مختلف ليس كباقي حالات القدوم والمغادرة، لأنه أصبح لي هناك أناس أحببتهم وتركتهم وعيونهم تشرب حب أبها كل يوم مطراً وخضرة ونسيماً عليلاً. ******* أتحفظ كثيرا عند حديثي عن السياحة والمشاريع السياحية الجميلة في عسير.. حتى لا اتهم بالمحاباة لأن من يدير تلك المشاريع (إنسان عزيز) تربطني به علاقات القربى.. إنسان له ذهن متوقد بالنشاط وفكر نظيف وجهد حازم وقلب محب لأبها. ومن يشاهد منجزات السياحة وإبداعها لا يشك أن وراء هذه الإنجازات أميرا مسؤولاً يملك مع التصميم حسن الثقة بإرادة أبناء منطقته لصناعة الأفضل، وهم شباب واعٍ انغرس داخل قلوبهم الطموح فكان كجمال أشجار المنطقة. شباب محبون.. رسموا مدينتهم على أطراف أهدابهم وزرعوا فرحها ألقاً داخل عيونهم. شباب واعد يملك روح الالفة والعزيمة وقدرة جميلة على مواجهة الأخطاء وتقبل الاقتراحات لتقديم الأفضل. ولا شك أن من أعطى تلك الميزات الطيبة وغرس تلك البذور الطيبة للقيم الوطنية الحبيبة هو أمير منطقة عسير الذي يملك مع الإمارة.. حساً شعرياً رقيقاً وروحاً مرهفة وقلباً يعشق الجمال للإنسان والمكان. أطياف الحديث.. عجيب أمر الزمان.. يأخذ أشياء ليعطيك مميزات أجمل، يكفي أن أقول لك إنك صنعت مفردة زاهية ترقص جذلاً كلما حان وقت الحديث.. ألست معي أن العمر يصبح أغلى إذا نحن منحناه لمن يستحق؟