وقف الفلسطيني سعيد ابوجزر(45عاما) يوم الثلاثاء على بقايا انقاض منزله الذي دمره الجيش الاسرائيلي اضافة الى واحد وثلاثين منزلا في عملية عسكرية اسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة يبتهل الى الله وسط فقدان الثقة بالدعم العالمي، وقال ابوجزر الذي احتضن اطفاله الثمانية وبجانبه زوجته ان منزله المكون من اربع غرف (دمرته الدبابات الاحتلالية الاسرائيلية وشردونا مرة اخرى)، واكد ابوجزر انه ايقظ اطفاله وزوجته من نومهم لحظة بدء العملية العسكرية الاسرائيلية عندما سمعت صوت الدبابات وهي تتقدم نحو مخيم يبنا (للاجئين) ومخيم بلوك (او) وهي تطلق الرصاص من الرشاشات الثقيلة والقذائف المدفعية، خرجت من المنزل بالجلابية (الدشداشة) دون ان اتمكن حتى من اخذ حليب اطفالي، لكن الطفلة ايمان (9 أعوام) فرحت عندما وجدت حقيبتها المدرسية بين الانقاض لاسيما انها تستعد لدخول مدرستها الابتدائية في عامها الجديد السبت المقبل، وقالت ايمان وقد بدت غير مكترثه بدمار منزلها، «الحمد لله» المهم وجدت حقيبتي لان ابي اشتراها لي ولن يشتري غيرها لو ضاعت لانه لايملك مالا بسبب عدم العمل (عاطل عن العمل)، وقد توغلت ثماني دبابات اسرائيلية ترافقها اربع جرافات وعشرة جيبات عسكرية مسافة كبيرة في الاراضي الخاضعة بالكامل للسلطة الفلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة قرب الشريط الحدودي مع مصر وفقا لقول متحدث باسم مديرية الامن العام في قطاع غزة لفرانس برس، وقد صرح اثنان وعشرون فلسطينيا بينهم اربعة في حال الخطر منهم امرأتان احداهما حامل في الشهر الثامن، وقال الطبيب رضوان الاخرس مدير مستشفى ابو يوسف النجار برفح لفرانس برس «ان جنين المرأة الحامل في حالة خطرة وقد اجريت لها عملية جراحية صباح أمس بعدما اصيبت بشظايا قذيفة مدفعية في الرأس والبطن والصدر»، وقد بدت منطقة كاملة تضم اربعة عشر منزلا سويت بالارض تماما والحقت اضراراً كبيرة بعشرين منزلا اخر اضافة الى تجريف اكثر من مائة دونم من الاراضي الفلسطينية القريبة من الشريط الحدودي، ولم يعد لدى فاطمة (33عاما) مثل الكثير من الفلسطينيين ذوي المنازل المدمرة اي ثقة بدم العالم للشعب الفلسطيني امام «آلة الحرب الاسرائيلية» وقالت جودة «لدي سبعة اطفال شردنا الاحتلال وهدم المنزل الذي يأوينا، اين العالم الظالم من الجرائم الاسرائيلية»، وتابعت «اين اذهب باولادي الان؟ لو انني قتلت افضل لي من ان أرى هذه الحياة، انها ليست حياة انسان»، فيما روى سامي تفاصيل التوغل الاسرائيلي وقال: «بدأوا باطلاق الرصاص والقذائف قبل ان تتقدم الجرافات والدبابات المساندة في المنطقة من عدة جهات بينما شاهدنا مروحيات عسكرية اسرائيلية تحلق بالاجواء واستمرت اعمال التجريف بواسطة الجرافات العسكرية الاسرائيلية من الواحدة بعد منتصف الليل حتى ساعة الفجر»، واشار سامي الى ان «مكبرات الصوت نادت من المساجد على المواطنين الذين خرجوا الى الشوارع بالالاف للتصدي للعدوان الاسرائيلي وبعضهم خوفا من القصف، وقد شارك افراد الامن والشرطة في عملية التصدي الباسلة حتى اضطر الاسرائيليون الى التراجع والانسحاب، ومع بزوغ شمس نهار اليوم أخذ اصحاب المنازل الذين شردهم الدمار بالعودة الى منطقتهم المدمرة يبحثون عن بقايا اشيائهم وفوجئوا باطلاق الجيش الاسرائيلي النار عليهم حيث افادت مصادر طبية ان مواطنين اثنين اصيبا بالرصاص وحالتهما متوسطة، وكما العادة بدأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الانروا) بتوزيع مساعدات غذائية ونصب الخيام للمشردين اصحاب المنازل المهدمة،