مع الإنتشار الواسع لاستعمال المضادات الحيوية هذه الأيام من قبل البعض بدون استشارة طبية، مما قد يترتب عليه حرمان الجسم البكتريا المفيدة، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها لفاعليتها، وكذلك لوقاية الجسم من العديد من الأمراض.. الجزيرة التقت الصيدلانية رويدا الحيدري للتعرف على فوائد ومضار المضادات الحيوية وكيفية الحفاظ على البكتريا المصنعة لحمض اللاكتيك داخل الجسم وذلك من خلال الحوار التالي: ü ما هو المضاد الحيوي؟ إن المضاد الحيوي سلاح ذو حدين، أحدهما يفتك بالبكتريا الضارة المسببة للمرض، والآخر يقتل البكتريا المفيدة، وهي التي توجد في أمعاء الإنسان ويفوق عددها عن 100 تريليون، تمثل من 100 إلى 400 نوع، ولتلك الكائنات الدقيقة عدة وظائف مهمة في جسم الإنسان من خلال توازن بينها وبين البكتريا الضارة، وإذا حدث واختل هذا النظام فسيؤدي ذلك إلى اضطرابات واعتلالات وفقدان الدور النافع لهذه الميكروبات في الأمعاء. كما ذكرنا سابقا هنالك أنواع عديدة من هذه البكتريا، ولكننا سنذكر منها فقط البكتريا المصنعة لحمض اللاكتيك، وهي مكونة من ثلاثة أنواع: أ. لاكتوبسيلي أسيدوفيلس البكتريا المكونة مستعمرات في الأمعاء الدقيقة. ب. لاكتوبسيلس بايفيدس وتستوطن في الأمعاء الغليظة. ج. لاكتوبسيلي بلجاريكس المتواجدة في الجهاز الهضمي بأكمله. ü وما هي وظائف البكتريا؟ حينما يكون الإنسان في حالة صحية جيدة فإن هذه البكتريا تؤدي الوظائف التالية: تتكاثر وتسكن الطبقة السطحية للغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي وبالتالي تشكل حاجزاً طبيعياً يحول دون دخول البكتيريا الضارة الى الأمعاء عبر الجهاز الهضمي ومن ثم تكاثرها وتصنع حمض اللاكتيك وأحماض عضوية أخرى تشكل جزءاً من الجهاز المناعي الموضعي للأمعاء حيث أن هذه الأحماض تهيئ البيئة الحمضية المناسبة لمنع نمو البكتريا الضارة التي لا تنمو أبدا في وجود هذه الأحماض. كما تقوم بكتريا اللاكتو بسلاي بتصنيع مضادات حيوية طبيعية في أمعاء الإنسان وهذا بدوره يعزز من جهاز المناعة، مثال على هذه المضادات لاكتوبفيلين، لاكتوبريفين، لاكتوسيدين، وأسيدولين. تقوم اللاكتو أسيدوفليس بكتريا بإنتاج إنزيم اللاكتيز المساعد على هضم سكر الحليب )اللاكتوز(، ولذا ننصح من يشربون الحليب بكثرة أن يتناولوا معه بكتريا اللاكتو أسيدوفليس حتى تسهل عملية هضم الحليب. كما تقوم بكتريا البايفيد بتصنيع أحماض دهنية قصيرة السلسلة أهمها حمض الخليك الذي يعمل كمضاد حيوي لمحاربة الميكروبات والفطريات والعفن والبكتريا. وتقوم البكتريا المفيدة بإنتاج فيتامين ب3، ب6، ب12، وحمض الفوليك والبيوتين وقد أثبتت بعض الدراسات فعالية اللاكتو أسيدوفليس في خفض مستوى الكوليسترول في جسم الإنسان، وأن لهذه البكتريا تأثير مقاوم للأورام حيث تقوم بتكسير السموم الناتجة عن المواد المسببة للسرطان وتعديل تركيب الخمائر الممهدة لنمو الورم السرطاني ومنع نمو الأورام. ü كيف يمكن الحفاظ على هذه البكتريا وتعزيز كمياتها داخل الجسم؟ ذلك يكون بالآتي: تناول Probiotic المساند الحيوي وهو إما يكون في شكل كبسولات، أو شراب أو بودرة، يحتوي المساند الحيوي من بليون إلى خمسة بلايين مستعمرة من هذه البكتريا مصنعة بأحدث التقنيات التي مكنت شركات الأدوية من تسويق هذه الأحياء الدقيقة في شكل مجمد أو مجفف لاتحتاج أن تحفظ في البراد إلا بعد فتح العبوة ولابد من مراقبة تاريخ الصلاحية حتى نضمن فعالية المنتج و يعمل المساند الحيوي إضافة للبكتريا المفيدة فهو يحتوي على سكريات ذات السلسلة القصيرة التي بمجرد وصولها الى الأمعاء تتغذى عليها البكتريا المفيدة فتنمو وتتكاثر بسرعة وهذه السكريات يصعب علينا هضمها في حين أنها تمثل الغذاء الجيد والمناسب لهذه البكتريا كما أن الإكثار من تناول اللبن الزبادي والحليب الرائب بكميات كبيرة وعلى فترات طويلة حيث أن جزء من اللاكتو بسلاي الموجودة في اللبن والحليب يفقد بواسطة الوسط الحمضي للمعدة، على عكس كبسولات المساند الحيوي التي تحتوي على بلايين من هذه البكتريا لتعويض فقدانها بالوسط الحمضي للمعدة إضافة الى أن الكبوسلات مصنعة بطريقة تقيها التأثير السلبي لحمضية المعدة وضمان وصولها للأمعاء بسلام وكذلك الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه فهي تساعد على بقاء نمو وتكاثر البكتريا المفيدة مثل: البصل والثوم وقشر التفاح. ü وما هي دواعي استعمال المساند الحيوي؟ دواعي استعمال Probiotic المساند الحيوي كالتالي: لتعويض فقدان البكتريا المفيدة بعد فترة علاج طويلة بالمضادات الحيوية ذات الطيف الواسع والقوية المفعول. لضمان استمرارية نمو وتكاثر البكتريا، وبالتالي ضمان أدائها لوظائفها المهمة بشكل جيد ما ينعكس على صحة الإنسان. لتقليل الإصابة بالفطريات. لمنع الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي. ü وكيف تكون الجرعة وطريقة الاستعمال؟ بعد توقف العلاج بالمضاد الحيوي تؤخذ كبسولة مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، ويفضل تناولها بين الوجبات على معدة خالية من الطعام، بالنسبة للأطفال إذا تعذر عليهم تناول الكبسولات فينصح بفتح الكبسولة وإفراغ محتوياتها في طعام الطفل أو شرابه أما الجرعة فهي كبسولتان في اليوم لمدة أسبوعين، وجرعة الرضع والأطفال مشابهة لجرعة الكبار وهي كبسولتان في اليوم لمدة اسبوعين، وكبسولة واحدة في اليوم لفترة طويلة للحفاظ على البكتريا والتمتع بجسم سليم وصحة جيدة.