* الرياض أحمد القرني: أوضح المرافق الخاص لسموه فلاح بن عبدالمحسن الغليفص الكثير من المواقف، مشيراً إلى أنه أثناء الغزو الدامي على دولة الكويت جاء اتصال لسموه رحمه الله من الخفجي يشير إلى أن هناك وفداً كويتياً من أسرة الصباح قد وصل إلى الخفجي فقال سموه لي ومجموعة من المرافقين الخاصين اذهبوا إلى الخفجي في طائرة )الهليوكوبتر( وأنا ألحق بكم وقد كنا في استقبال سموه لدى وصوله الخفجي، وذهبنا برفقته إلى جوازات الخفجي وكان رحمه الله يقول ارفقوا بالكويتيين وساعدوهم في كل ما يطلبونه ووفروا لهم كل مايلزمهم من الأكل والماء، وفي المساء وقبل رجوعه طلب منا الذهاب مع أسرة من آل صباح بالطائرة إلى الظهران، وبعد وصولنا للمطار بلحظات وصل سمو الأمير فهد بن سلمان رحمه الله لمطار الظهران اثر تلقيه ما يستدعي عودته للشرقية لكنه عندما أراد العودة أبلغه الطيار أنه لا يستطيع السفر في هذا الوقت لأن المدرج بدون أنوار فقال سموه للطيار اذا كنت عاجزاً فأنا سوف أقلع بالطائرة ووضع بالفعل النجدات يمين الخط ويساره لتضيء له النور، ولما شاهد الطيار أن الأمير مصر على إقلاع الطائرة قال «خلاص» ياسمو الأمير أنا أقلع بها عنك وتم وصول سموه لمطار الشرقية بسلامة الله، وأذكر من بين أعمال سموه رحمة الله عليه الخيرة أننا عندما كنا متوجهين لاستقبال سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الاحساء وعند اقترابنا من مدينة بقيق كان هناك سيارة من نوع سوبر بان تقف بمحاذاة الطريق وبداخلها عائلة وكان الجو ماطراً فطلب سموه من سائقه ان يتوقف وأبلغ أحد المرافقين بالذهاب إليهم وسؤالهم عن سبب توقفهم فأبلغوا المرافق بان سيارتهم فيها عطل وكان يوجد في درج سيارة سموه مبلغا من المال أعتقد أنه أكثر من خمسين الف ريال فأعطاها رب الأسرة واتصل بأحد الوزراء بالبيت في الشرقية وطلب منه إحضار سيارة بشكل عاجل لأخذ العائلة وسحب سيارتهم واسكانهم في فندق واصلاح سيارتهم وقد كانت مواقف سموه رحمه الله الإنسانية عديدة وكان يسمى أبو الأيتام وأذكر مرة أن امرأة أرملة في الشرقية كان بيتها ستتم إزالته وأبلغت البلدية سمو الأمير بذلك فذهب إليها رحمه الله وقال لها أنا فهد بن سلمان فقالت الأرملة ماهو معقول أن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة الشرقية يجيني في بيتي وهذا مستحيل فقال لها رحمه الله يا خالة أنا فهد بن سلمان وهؤلاء مرافقيَّ فاسأليهم واقتنعت الأرملة فاستأجر لها سموه بيتاً وبعد ثمانية أشهر بنى لها بيتاً من دورين وأذكر أنه وإلى الآن يصرف لها راتباً من حساب سموه الخاص وهناك العديد من مواقف سموه الإنسانية الكثيرة في المنطقة الشرقية يشهد بها المواطنون ونشهد بها نحن المرافقين الذين فقدنا أباً وأخاً وصديقاً وعزيزاً رحمه الله ، كما أذكر قبل وفاته بيوم وفي الرياض تحديداً فقد كنا مع سموه في مستشفى د، طبارة للعيون لعمل فحص لسموه من قبل د، خالد طبارة وبعد خروجنا شاهد سموه طفلاً باكستانياً عمره في حدود السبع سنوات وسأل والده هل شفي ولدك طبعاً الباكستاني لا يجيد الكلام باللغة العربية فنادى الأمير فهد رحمه الله على د، خالد وسأله عن وضع الباكستاني فعرفه سموه أنه مريض ويحتاج إلى إجراء عملية فبلغ سموه د، خالد بأن يعالجه على حسابه الخاص فذهبت للباكستاني وقلت له هل تعرف هذا الشخص فمسكني الأمير فهد رحمه الله قبل ان أكمل كلامي وقال لا تقل له شيئاً سوى فاعل خير وبس وكان سموه رحمه الله يبلغنا بعدم رد أي شخص يأتي إليه سواء للسلام أو للمساعدة أو للأكل وبابه كان مفتوحاً وباستمرار، وأذكر أن شيكين صدرا من سموه تبرعا لجمعيتين خيريتين قبل وفاته بأيام رحمه الله، ، وأسكنه فسيح جناته،