كان حلم اللاعب الصاعد، البرازيلي روني هو الاحتراف خارج البرازيل، وكانت ملاعب اوروبا هاجسه الاول، لذا لم يتردد حين وجد ان حلمه الى اوروبا يمر عبر السعودية فذهب ليلعب في ملاعبها ويعلن عن نفسه للاوروبيين، وبدون تفكير قبل روني دعوة فريق الهلال السعودي التي وصلته من الرياض ضمن عقد مدته ثلاثة اشهر، وكان عقله منشغلا في نفس الوقت ببطولة العالم للاندية التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم )الفيفا( ولكن الغاء البطولة فرض عليه الاتجاه نحو تحقيق مشاريعه واهدافه، يقول روني ان مروره عبر الصحراء العربية كان تجربة ناجحة من كافة الأوجه: انا هنا لا اتحدث عن ارقام، فعندما غادرت نادي فلومننسي كان راتبي يعتبر من اعلى الرواتب )100 الف ريال شهريا( وهو ما جعلني اقبل الذهاب مع عائلتي الى ذلك البلد العربي ذي التقاليد الاسلامية، وكانت هذه البلاد قد استقدمت الكثير من اللاعبين والمدربين في الفترة ما بين 1970 و1980، إقامتي بالسعودية كانت تجربة غنية وحاشدة بالمواقف والتجارب، فقد كنت ضمن افراد فريق الهلال الفائز ببطولتين مهمتين هما الكأس العربية السعودية وكأس السوبر السعودية المصرية، ، كان عليّ أن اتأقلم بسرعة مع اعراف وثقافة البلاد، واعترف بأني كنت اندهش كثيرا في بداية الامر لمصافحة الرجال وتقبيل بعضهم البعض والسير واياديهم متشابكة في الطرق العامة وفي مراكز تجمع اللاعبين والمعسكرات كنت اواجه مواقف محرجة كثيرا: الجميع يأكل بيديه والخروف كان دائما هو الطبق المفضل، كنت أتدبر امري بنفسي وابحث عن الشوكة والسكين لتناول الطعام، ويواصل روني حديثه قائلا: بعد ان كنت متعودا على مدينة ريو وجرائم السطو، وجدت في السعودية بر الأمان والهدوء في الصحراء، هناك لا يوجد لصوص، ومن يسرق يعرض نفسه لقصاص يناسب جرمه، ، النساء تمشي في زي أسود ولا يظهرن وجوههن، وعلى الاجنبيات ان يضعن منديلا على الرأس، على الصعيد الرياضي، وجدت صعوبة شديدة في فهم تعليمات المدرب اليوغسلافي صفويتش الذي كان يتحدث الفرنسية، ولكني حفرت ذاكرتي بحثا عن المفردات الانجليزية، ومن حسن حظي كان هناك بعض البرازيليين مثل توليو وبعض اللجان الفنية بالاندية، اللاعبون البرازيليون محبوبون في السعودية ولهم مكانة خاصة ولا يزال النجم ريفيلينو والمدرب كاندينو هما الافضل عند السعوديين، ويضيف روني قائلا: لقد سجلت ستة اهداف خلال المباريات التي لعبتها مع الهلال ووجدت ان اللاعبين العرب يفهمون فن الكرة، ومعظمهم مهرة في التحكم والاداء، ولكن عيبهم نفاد الطاقة، الامر الذي يضعف اداءهم في شوط المباراة الثاني والسبب في ذلك هو ان التمارين تقام ليلا فقط بسبب حرارة الشمس المرتفعة خلال النهار، لدى اللاعبين العرب قدرات فنية ملفتة للنظر، ولكن التحضير البدني لا يتناسب مع ذلك حيث ينهار اداء الجميع في شوط المباراة الثاني، الآن وقد عدت لفريقي في الريو، فإن حلمي الآن هو الاحتراف في اوروبا مع تقدير اسجله للسعوديين لأنهم جعلوني أعيش بينهم كما لو كنت في البرازيل، ولا يمكن نسيان روحهم الطيبة وسعة صدرهم وحرصهم على معاملة الضيوف كما يحدث في الاساطير،