ويواصل شوقي التأكيد في شعره على الوقوف والقيام بمعان مختلفة لاستنهاض الهمم، والمطالبة باتخاذ موقف، والدفع إلى اعتزام الأمور، فيقول في قصيدته )تكريم( )1/259( التي ألقاها في تكريم الأساتذة: عبدالملك حمزة، وإسماعيل كامل، وعوض البحراوي، وذلك في فندق شبرد بالقاهرة: وقفوا له دون الزمان وريبه ومشت حداثتهم على حدثانه قم ياخطيب الجمع،هاتِ من الحِلَى ما كنت تنشرُه على آذانه فلطالما أبدى الحنين لقسِّه واهتزّ أشواقاً إلى سَحْبانه وفي قصيدته )توت عنخ آمون 1/266( يقول: قفى يا أخت يوشع، خبّرينا أحاديث القرون الأولينا وقصّي من مصارعهم علينا ومن دُولاتهم ما تعلمينا )قفي خبّرينا قصِّي( وقوله في القصيدة نفسها: وقوما هاتفين به، ولكن كما كان الأوائل يهتفونا وفي قصيدته: )تحية المؤتمر الجغرافي 1/275( يقول: يا موكب العلم قف في أرض )مَنْفَ( به يناجِ مهداً ويذكرْ للصبا شابا )قف يناج يذكر(، وفي )الهلال والصليب الأحمران 1/291(: يتألقان على الوغى رشداً تبيّن من غوايه يقفان في جنب الدما كالعذر في جنب الجنايه وفي قصيدته )أثر البال في البال 2/9(: القيام في صيغة الماضي: قام دونها سببٌ واستحثها سبب فهي تارةً مَهَلُ وهي تارةً خَبَبُ ثم قال: قامت السَّراة به والمعيَّةُ النُّجُبُ وفي قصيدته )مرقص 2/14(: مُشرفُ الذرى مائجُ الرَّحَبْ قام ربُّه يرفع الحجُبْ لم تقم على مثله القُبَب قم اْبا نوا سٍ، انظر النَّشَبْ ويختم قصيدته )تحلية كتاب 2/18( بقوله: وبنُو الوادي رجالاتُ الحمى وقفُوا من ساقة الجيش ذُنابَى موقف العاجز من حلف الوغى يحرُسُ الأحمال، أو يسقى مُصابا وفي قصيدته )الربيع ووادي النيل 2/22( يقول في حشد من الأفعال الأمريّة: آذارُ أقبلَ، قُمْ بنا يا صاحِ حيِّ الربيعَ، حديقةَ الأرواحِ واجمع ندامى الظَّرْف تحت لوائه وانشر بساحته بساط الراحِ صفوٌ أتيحَ، فخذ لنفسك قسْطها فالصفوُ ليس على المدى بُمتاح )قم حيِّ أجمع انشر خذ.. إلخ( وفي وصف مشاهد الطبيعة في طريقه إلى الاستانه قال: تلك الطبيعة قف بنا يا ساري حتى أريك بديع صُنع الباري ثم يقول: قامت على ضاحي الجِنان، كأنها رضوانُ يزجي الخُلْد للأبرار ويقول: قام الجليدُ بها وسال، كأنه دمع الصبابة بلَّ غصنَ عِذار ويقول أيضاً: المشترين الله بالأبناء، والأزواج، والأموال، والأعمار. وفي سينيته الأندلسية 2/45( يقول: أكثرتْ ضجةَ السواقي عليه وسؤالَ اليراع عنه بهمْس وقيامَ النخيل ضَفَّرن شَعراً وتجرّدن غيرَ طوقٍ وسَلْس )سلْسلت النخلةُ: ذهب كربُها(. وقال في قصيدته: أنْس الوجود 2/57(: قف بتلك القصور في اليمّ غرقَى ممسكاً بعضها من الذعر بعضا كعذارَى أخفين في الماء بضّاً سابحاتٍ به، وأبدين بَضّا وفي قصيدته )نكبة دمشق/74( يقول: وقفتمْ بين موتٍ أو حياةٍ فإن رمتم نعيم الدهر فاشقُوا وللأوطان في دم كل حُرّ يدٌ سلفت ودينٌ مستحقُ وفي قصيدته )طوكيو 2/85( يقول: قف بطوكيو، وطُْفْ على )يُوكا هامَه( وسل القريتين: كيف القيامه دنت الساعة التي أنذِرَالنا سُ، وحلّت أشراطها والعلامه قف تأمل مصارع القوم، وانظر هل ترى من ديار عادٍ دعامه ولننظر كيف عاد إلى التثليث الأمري: )قف طف سلْ( ثم )قف تأمل انظر( مما يوحي بتمسكه بالإخراج الفني الذي اختاره، ويؤكد كيف يمكن أن تسيطر بعض المفردات، وبعض التراكيب على الشاعر، وتضعه في حيز لغوي متكرر، يمنحنا فرصة لتعرّف المجالات اللغوية التي يتيحها الشاعر لنفسه من بين مختلف المجالات.