شارفت فترة التسجيل )المدوية( على الانتهاء .. ان لم تكن انتهت بالفعل وهي الفترة الزمنية المتاحة لخريجي المرحلة الثانوية للالتحاق بالجامعات والكليات والمعاهد المختلفة في سباق حميم يسعى فيه الكثير لتحريك ما لديه من )فزعات( لتسجيل هذا )المتخرج(.. في واحدة أو أكثر من تلك الصروح التعليمية وهذا حق من حقوقهم ما لم يؤثر على غيرهم بطرق غير لبقة.. إنني - وبعجالة - أتوجه بندائي لمسؤولينا ممن يخصهم النداء انادي بصوتي المتواضع.. قائلا: هناك فئة حظيت ولازالت تحظى بالاهتمام بقيادة حكومتنا العظيمة وقياداتنا السديدة، والأمل الآن بتلك المؤسسات التعليمية )الجامعات - الكليات - المعاهد( وكذلك الديوان العام للخدمة - أن تهتم بفئة تبحث عمن يشجعها ويؤازرها ويرعاها بعد رعاية الله، ويقوم مقام من خلفها ودفن تحت الثرى مسلما روحه لخالقه تاركا لابنائه، يعيش في «برزخه». إنهم «الايتام» .. قال تعالى «وأما اليتيم فلا تقهر» صدق الله العظيم. والادلة كثيرة فاليتيم ليس بحاجة لأن يُشرح وضعه وتُبين ظروفه فالكل به عليم، فمن للطالب/ الطالبة اللذين فقدا أبويهما؟ من أين سيأتيان بوريقات صغيرة أو كبيرة ومن أين لهما بشخص يؤشر بيده لمعارفه واصحاب علاقاته ما دام ليس لهم اب ولا أم؟؟ قال الشاعر: ليس اليتيم الذي قد مات والده ان اليتيم يتيم العلم والادب فالوضع الآن اختلف وترتب عليها ان يتيم الام والاب يسر بالتدرج نحو «اليتيم» في العلم والادب ومواصلة المسيرة الا ما ندر.. وهذا رأيي إن هؤلاء الايتام - حفظهم الله - بحاجة لحوافز ودوافع ومميزات واستثناءات تؤمن لهم مستقبلهم وتعوضهم ما فقدوه من أبوة.. ورعاية.. وحنان.. وتشجيع.. وعطف.. وأمان.. ووجود.. باختصار تعوضهم فقدان )جنة الدنيا المزهرة(.. والمطلوب هنا عند وضع العديد من الاعتبارات كشروط للقبول ان يكون لليتيم أولوية واهتمام واعتبار يفوق غيره ولو بشيء يسير ومن يعارض هذا الرأي! فلا تعليق لي عليه!! فإذا كانت النسبة )واحد.. واثنين.. وفاصلة بالعشرة( لها مميزات وفروق تفضل هذا على ذاك فهل يُقبل ويُعقل أن فقدان الوالدين ليس له مراعاة!؟؟ ولم يُدرج ضمن عناصر الأسس والضوابط لشروط التسجيل او التوظيف؟ إن هناك العديد من )الموظفين( بإمكانهم التنقل من منطقة لأخرى طالت المسافة أو قصرت وخصوصا «حركة أصحاب الظروف الخاصة» حيث هناك استثناءات لهم على الرغم من تمكنهم من التوظف واكمال مسيرتهم العلمية وبلوغهم مراحل متقدمة من العمر.. فما بالكم بمن هم في مُقتبله وفي توهج شبابهم..؟؟ إنني ومن دواعي الفخر والاعتزاز بالقادة العظماء، حكامنا الأخيار، أناشد بذلك لما له من بر عظيم للموتى يحفظ أبناءهم مكرمين معززين ويؤمن لهم سبل الحياة والمعيشة ويدرأ عنهم السوء.. والمكاره بإذن الله وذلك كله هو النهج السامي الذي تسير عليه مملكتنا الغالية بقيادة والدنا ورائدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله ومتعهم بالصحة الدائمة - هذا ندائي أضعه بين أيادي المسؤولين الكرام الذين يمتازون - دائما - بنظرة حكيمة ودقيقة نسأل الله لهم العون ونسأله تعالى أن يحمي الايتام في كل مكان.. من كل مكروه وأن يحفظنا الله.. واياكم - اخوتي القراء - وأن يسلم لنا ولكم أبناءنا وأبناءكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..