ظهر الثنائي النصراوي الكبير محمد الخوجلي وزميله محسن الحارثي في العامين الماضيين بمستوى فني رفيع وبلغا قمة عطائهما المهاري والبدني في الموسم المنصرم فنال الأول إعجاب كل من شاهده وهو يذود عن عرينه بكل بسالة وفدائية وكسب الثاني رضا كافة النصراويين وهو يقود الدفاع بكل ثقة وإخلاص وبتألقهما المثير للدهشة بات النصر الأفضل دفاعا من الفرق المشاركة في كأس خادم الحرمين الشريفين في الأعوام الأخيرة لكن تألقهما وبروزهما جاء بتضافر عدة جهود ومؤازرة الكثير من الأشخاص والذي لاشك فيه أن الخوجلي والحارثي يدينان لهم بما وصلا إليه من نجومية.. ان الفضل لله أولا وأخيرا ثم لرجال النصر المخلصين الذين لم تحبطهم البداية المهزوزة للخوجلي ولا المتوترة لعملاق الدفاع الحارثي بل ان مع كل اخفاق يسجله ثنائي النصر الكبير يعاد زرع الثقة فيهم والتأكيد لهم أنهم سيكونون من نجوم الكرةالمحلية في يوم من الأيام وهوما تحقق لفارس الحراسة النصراوية محمد الخوجلي وللمتألق والكابتن الكبير الحارثي..وحديثي عن عملاقي الدفاع الأصفر دون سائر بقية النجوم يعود الى ما قرأته عن رفضهما لتجديد عقديهما مع النصر لفترة أخرى وأنهما يصران على الحصول على مقدمات عقود ضخمة وهوما يعد نكراناً للنادي الذي قدمهما للملاعب وللأشخاص الذين وقفوا معهم في أصعب الظروف وأقسى اللحظات. إن العملاق محسن الحارثي والنجم محمد الخوجلي يحظيان بالتقدير والثقة من كافة النصراويين لعدة أسباب أهمها حبهما للشعار الأصفر وإخلاصهما له وروحهما العالية عند الدفاع عن ألوانه وهذا ما شاهده الجميع في مواقف كثيرة ولهذا كان الأمر مستغربا منهما أن يرفضا التوقيع له وخدمته لفترة أخرى ولو حدث مثل هذا الأمر وأعني به الابتزاز والدخول في مزايدات مع النادي من لاعب آخر غيرهما لكان الوضع مقبولا وأهون على محبي النصر وعشاق الخوجلي والحارثي اللذين ارتفعت أسهمهما عند النصراويين لروحهما العالية ومستواهما المتطور والذي يذكر مشجعي النصر بجيله الذهبي بدأ من سعد الجوهر وأحمد الدنيني ومرورا بتوفيق المقرن ومحمد سعد العبدالي ثم ماجد عبدالله ويوسف خميس وفهد الهريفي وهاشم سرور. إن الحديث عن الخوجلي والحارثي وصعوبة رحيلهما عن النصر يختلف تماما عن الحديث عن ماطر ومن هم على شاكلته الذين أخذوا الكثير وقدموا القليل بل لن أكون مبالغا إذا ذكرت أنه لم يقدم شيئا فماطر الجميع وأعني بهم النصراوين يتفقون على رحيله لأن في تواجده في صفوف الفريق الضعف وعدم الشعور بالمسؤولية وغياب الروح أما الخوجلي والحارثي ففي استمرارهما الاخلاص والتضحيات والروح التي عرف بها لابسو الفانلة الصفراء. إن الحديث عن ما قدمه النصر للخوجلي والحارثي أمر يطول ويصعب ذكره في مقال عابر وقصير لكن يكفي أن ذكرتهما أن النصر ورجاله لم يبخلوا عليهما بالمال والجهد والنصيحة الصادقة عندما كانا لاعبين صاعدين يبحثان عن طريق للنجومية والتألق فهل ينسى الكابتن الحارثي والعملاق الخوجلي تلك الوقفات ويتركان النادي الذي قدمهما للملاعب وجعلهما من نجوم الكرة السعودية. هل غابت العين الخبيرة! مر أكثر من عشر سنوات على السماح للأندية بالتعاقد مع عناصر أجنبية تدعم بها صفوفها وخلال هذه الأعوام الطوال عجزت كافة الفرق على جلب لاعبين أجانب مميزين ومؤثرين يكونون خير داعم لصفوف الفريق وهذا الفشل الذريع والاخفاق المخيف من كافة إدارات الأندية جاء نتيجة أسلوب الاتكالية التي تتبعه عند التعاقد مع اللاعب الأجنبي فجميع المسؤولين في فرقنا المحلية تمنح السماسرة مهمة البحث عن اللاعب الأجنبي دون أن تكلف نفسها عناء القيام بهذه المهمة السهلة والعسيرة في نفس الوقت..فمثلا ماذا يضير الأندية.. لو ..أنها أوفدت مندوبا من أبنائها للذهاب للأرجنتين ومتابعة كأس العالم للشباب لاختيار العناصر التي تنوي التعاقد معهم بدلا من الأسلوب المتجمد الذي تتبعه منذ سنوات. والذي يبدو أنه لن يتبدل فالبطولة شارفت على النهاية ولم نسمع أو نقرأ أن ناديا سعوديا نجح في ضم لاعب شاب وصاعد شارك في كأس العالم للشباب فالجميع فضل البقاء في منزله أو الذهاب لمكان بعيد للاستمتاع بالإجازة الصيفية وتعليق أمور النادي الهامة والحاسمة لحين انتهاء الإجازة وحينها تكون النجوم الصاعدة قد غادرت والمدرب الجيد ارتبط ولم يبق إلا المتواضع الذي سيجد ملاعبنا مكاناخصبا لتقديم مهارته الضعيفة وخزينة أنديتنا موقعا مميزا لاستنزاف أموالها لتحدث معها النهاية المؤلمة والخسارة المزدوجة فنيا وماليا!! فهل نقول إن العين الخبيرة غابت مع تدفق العناصر الأجنبية المتواضعة!!