ذلك الفصل الذي يعلِّق عليه الكثيرون الاعذار للهروب أو السفر بمعنى أصح.. الصيف ذلك الفصل المسكين الذي يهرب منه الكثيرون والعذر هو «الحر الشديد» مع انهم يهربون لبلدان لا يكاد يكون هناك فرق في درجة الحرارة بينها وبين البلد الأصلي. لا يعنيني السفر ولا تعنيني السياحة والترويج لها مع أنني من أشد الناس حباً للسفر والترحال، ولكن يعنيني الشعر فعندما يأتي الصيف يخف الركض وراء النشر وتخف حدة المواضيع المطروحة في الساحة الشعبية وكأنه بيات صيفي.. ولكن مع أن هذه الأمور تخف يلوح في الافق وبقوة «الرزرزة»، وبمعنى أصح الانتشار الرهيب للشعراء في البلدان الأخرى، فتكاد تعرف أن هذا الرجل شاعر وقد نشر له قصيدة أو اثنتان بصورة عندها تجده منتفخاً كالذي قد حبست أنفاسه وتجده مرتزاً كأحد أطناب الخيمة.. بل إن بعض الشعراءالمشهورين أو بالأصح أحدهم وهو مبتلى بحب الظهور أصبح يدفع لموظفي الاستقبال لكي يكتب اسمه على اللوحة ويدور بها الموظف بجرسه الشهير مع ترديد اسم الشاعر بحجة ان له مكالمة هاتفية مهمة مع العلم انه نفس الشخص ونفس العامل لأكثر من اربع مرات متتالية والغريب ان العامل كتب على اللوحة اسم الشاعر كما يكتبه عندما ينشر إحدى قصائده وليس كما هو في حجز الغرفة مثلاً.. الحقيقة انه من المفروض ان يبتعد هؤلاء عن مثل هذه السخافات والمهاترات ما بين اوتيلات القاهرة.. برمانا لبنان وساحات بيروت.. والشارع الباريسي الشهير الشانز.. ومقاهي لندن وأسواقها.. وشوارع لوس انجلوس.. لأن الشعراء الحقيقيين تجدهم أبعد الناس عن الصخب والمشاهير أبعد الناس عن التجمعات .. أما الشعراء «المهبل» فهم اكثر من البقالات في الرياض وحكمتهم «حشر مع الناس عيد». الغريب ان الصيف في السابق كان قاتلاً للشاعر ملهماً له لأن موعد الرجوع للأماكن الأصلية بعد انتهاء فصل الربيع والآن اصبح الصيف موعداً لشفني واشوفك...؟ نهاية: لسويلم العلي السهلي رحمه الله: علمي بهم بالصيف واليوم بالصيف هذا شهرنا العام يالله تكافي