يتابع المواطن في هذه الأيام الزيارات الكريمة التي يقوم بها أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق لمحافظات اماراتهم ومراكزها، فالذين ينتمون الى الامارة يشدهم اليها حب الوطن، والذين يقيمون فيها يتطلعون الى الخدمات وحل المشكلات القائمة، لأن تلك الزيارة يتبعها فتح مستشفى، أو تعبيد طريق، أو وصول الاتصال الى المحافظة أو القرية، أو غير ذلك.. والذين يقيمون خارج الامارة يحبون الخير لوطنهم وان كانت المملكة كلها وطناً إلا أن مسقط الرأس له المكانة الأولى. وحبب أوطان الرجال إليهم مآرب قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا فإذا كان الأمر كذلك فإن عددا كبيرا من سكان المملكة يتابعون تلك الزيارات الميمونة، فقلوبهم مع أوطانهم، وهم بين أمرين، الرغبة في اظهار أوطانهم بالمظهر اللائق في تكريم الأمير القادم من قاعدة الامارة، على عادة العرب في الاحتفاء بالقادم وتكريمه. والاستفادة من تلك الزيارة بما يخدم الوطن، ويوفر له ما يهيئ امتداد المدنية اليه. لقد اقترب الأمير من المواطن قبل ان يقترب المواطن من الأمير، فهاهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير يتفقد شرقي بلاد قحطان، فيخرج من مدينة أبها ويصل الى محافظة تثليث، زائرا مركز المضَّة، والصُّبيخة، وطَريب، والعَرِين، وغيرها من مراكز شروخ بلاد قحطان، التي حظيت بكثير من الخدمات، ولكنها تنتظر المزيد. إن من يعرف هذه البلاد قبل ثلاثين سنة، ويرى ما هي عليه الآن ليُسرُّ ويبتهج، فقد كانت تنكة البنزين تباع في المضَّة وعين قحطان والعرين بتسعة ريالات، في الوقت الذي تباع فيه في الرياضوجدة بأربعة ريالات، وقد كانت تلك المراكز لا ترى إلا سيارة البريد، أما اليوم فقد امتدت اليها المدنية، فأسعار السلع في طريب مثل أسعارها في الرياض ولله الحمد. وتتزامن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر لجنوب غربي القصيم مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، فقد زار الأمير فيصل مركز ضَريَّة، ومركز مَسْكة، ومركز الصَّمْعُوريَّة، ومركز المُطَيْوي، ومركز بدائع الضُّبْطَان، ومركز بُقيعاء الجنوبية، وغيرها من مراكز جنوب غربي القصيم. وقد كان صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان قد زار محافظاتجنوب وغرب تبوك، ومنها محافظة ضُبَا، ومحافظة البِدِع، ومحافظة حقل. وزار صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل عددا غير قليل من مراكز جنوب غربي الامارة، ومعظمها يتبع محافظة الغزالة. وزار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جيزانمحافظات ومراكز الامارة، ومما زاره أخيرا محافظة الريث ومركز الحقو. وزيارات الأمراء الكرام جاءت بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، كما أشار الى ذلك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير امارة القصيم. فولاة الأمر حريصون على تفقد أحوال المواطنين، وتلمس احتياجاتهم. والوقوف على المحافظات والمراكز من قبل الأمراء يوسع الرؤية، ويدني البعيد، واحساس المواطن بقرب الأمير منه يطمئنه على مصالحه. ولكن هل يستغل المواطنون زيارة الأمراء؟. مع ان الأمير ما جاء اليهم إلا من أجل مصالحهم إنهم لا يستغلونها كما ينبغي، فعادة الكرم عند المواطن السعودي تحول الزيارة الى احتفاء متواصل، ونسيان مطالبه الملحة. وحيث ان الخدمات مربوطة بالاعتمادات المالية، ولا يمكن ان تلبى كل الطلبات الخدمية في وقت واحد؛ بما أن الأمر كذلك فأرى الأولوية في الخدمات لما يثبت سكان القرى في قراهم، ويحد من هجرتهم الى المدن، فالمدن ضاقت بالمهاجرين، وهي غير مؤهلة مائيا لهذه الأعداد الكبيرة من السكان. إن خدمة القرية بما تحتاج اليه هي خدمة للمدينة، فساكن القرية إذا وجد الرزق في قريته والمدرسة لتعليم أبنائه بقي فيها. فالشكر والتقدير لولاة الأمر، الذين أمروا بتلك الزيارات، ثم لوزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي يتابع خطوات الأمراء. وفق الله بلادنا الى سبيل الخير.