إلى من أثار شهيتي.. لاقتحام خنادق الذات!! وسؤال مرآتي عن توتة حمراء.. تحتجب بخضرة الورق!! «1» وقفت أمام المرآة.. سألتها.. من أكون؟! أجابتني.. بشكل شقاوة.. كتكوت صغير.. له من الريش الأبيض العنيد!! «2» قلت.. مرآتي.. اصدقيني.. ملامحي بما تبوح؟! صمتت.. ثم قالت: تبوح بصمتٍ مشاكس.. وصخب هدوء.. لكتكوت عنيد!! «3» مرآتي.. جميع أشباهك تبوح لهم بالكثير.. وأنت... بوحك لي يسير!! غيرك.. جعل مني فضاء واسعاً ويابسةً.. وبحراً عميقاً!! وأنت جعلتني كتكوتاً عنيداً!! لما...؟؟! «4» سأنفض عن ريشي الأبيض الغبار.. وأنظم خزائن ذاكرتي.. وسأقاوم.. عمليات الاحتراق!! لأسألك.. بكثير من الضوضاء.. وقليل من الصخب.. عن أكاليل حول عنقي!! وعن وشم صغير.. رأته طفلة صغيرة.. في جدار القلب!! لأسألك.. عن بسمة رسمتها ذات صباح.. بقلم رصاص وفي مساء حزين.. وقفت أمامك فهربت!! «5» مرآتي.. أتعلمين لِمَ هربت؟! لأني اكتشفت أنك من يمسحها كل مساء!! أنت من يمسحها.. لأنك ترفضينها.. وترفضين البوح بغيرها!! «6» الآن... وبعد إثارة شهيتي.. أعود للوقوف أمامك.. وأسألك عن كل شيء !! أسألك.. لِمَ الألم؟ لم الحزن؟! وما أبجديات الفرح في معجم الذات؟؟! «7» مرآتي.. أجيبيني!! لا تقاومي عمليات الاحتراق.. بنفث الرماد!! ولا تجرحي كفي بحطام الزجاج ثأراً!! لا تكوني أنت والزمان ضدي.. مرآتي.. أجيبيني أنا من أكون؟! وملامحي بما تبوح؟! «8» أرأيتي مرآتي.. كثيرة هي تراكمات أسئلتي.. وأنت.. لم تعيريني بوحاً واحداً.. لأكتب به تنهدات إجاباتي!! «9» سأعود إليك مرآتي.. فلا تخذليني!! فهناك من سيصنع مثلي ويسأل مرآته!! لا أريد أن أنعت بالمجنونة.. لخذلان مرآته!! «10» دعوة لاكتشاف الذات.. وبوح الملامح عن طريق مرآة صغيرة.. فقط قف أمامها.. قل من أنا؟؟ تأمل ملامحك.. عندها ستجد من البوح الكثير.. وربما من القليل بوحاً !! «11» شكراً لمن أثار شهيتي.. ولتلك المرآة البابلية!! شكراً.. لمن جرب وصنع مثلي.. بقليل من الاقتناع.. عموماً لا خسائر معها سوى جنون رائع!! «12» لحظة إهداء «غادة السمان»: إلى سيدي الألم.. ففي مرآته وحدها، لمحت وجهي الحقيقي وكدت أعرف نفسي..