عزيزتي الجزيرة السلام عليكم: تلك الشركات والمؤسسات السعودية الخاصة منها بالذات تمارس أعمالها بيننا فتتضخم أكتافها وتنمو أرصدتها من عرق ذلك المستهلك المسكين الذي هو أنت وأنا وبأسعار يمكن وصفها بأي صفة إلا الرخص! هذه الشركات أليس عليها أي التزام غير مدفوع الثمن نحو الوطن والمواطن؟ او لنكن صريحين فلا نستحي من الحق ونسأل: من رأى منكم او سمع عن أي مشروع خيري او خدمة عامة مجانية من اي نوع "حتى لو كانت دورة مياه عامة" قامت بها اي شركة او مؤسسة خاصة في هذا البلد الكبير الذي يستحق من أبنائه رد الجميل له مقابل تلك التسهيلات التجارية والصناعية التي تقدم لهم بسخاء؟؟ أعتقد ان الاجابة ستكون اجماعية بالنفي! فلم يشاهد حتى الآن اي تضحية من تاجر ما من هذا النوع الذي كثيرا ما رأيناه يقام في بلدان اخرى على ايدي تجارهم الذين يعتبرونه واجباً عليهم. فهذا يقيم مستشفى وذاك يشيد مدرسة والآخر ينشىء كلية او داراً للأيتام او حتى حديقة عامة. وبعضهم يقوم بدعم وتشجيع الرياضة. أما ربعنا فلا نسمع لهم ركزا حول تلك الأشياء فكل ما يصل لأسماعنا هو تلك الدعايات الوهمية التي تلعلع في كل القنوات الفضائية لتفتش عن اي بقايا في جيوبنا لتمتصها وتظل تقول هل من مزيد! فحتى لو كان حب الذات مسيطرا على أغلبية التجار فبامكانه ممارسة تلك الأنانية مع تقديم خدمة لمجتمعه كأن ينشىء مستشفى او مدرسة "بأجور رمزية" ويجعلها خاصة لعائلته ومعارفه والمقربين اليه فهو بذلك يقدم خدمة التخفيف نوعا ما عن تلك المواقف العامة التي تواجه ضغوطا كبيرة. ولكن هيهات ان يحدث ذلك فتلك أمان فقط! حتى "السعودة" والتي هي مطلب وطني لا جدال فيه اضطرت الدولة ان تضع لها نسباً مشروطة لتطبيقها ومع ذلك برع البعض بالتحايل بطرق شيطانية لتفاديها حتى بتنا نرى شماغا وعقالا وضعت على الرؤوس بطريقة مضحكة لهذا الغرض! فالى متى يستمر عقوق هؤلاء البعض بوضع انفسهم "كضرس علوي يأكل ولا يؤكل عليه"!!؟ فرغم ان التاجر في بلدنا العزيز معفى ولله الحمد من أي ضرائب وتقدم له تسهيلات كبيرة في كل المجالات الا ان ما نراه الآن من معظم تجارنا لا يمكن ان يدخل تحت مسمى رد الجميل للوطن فهم يمارسون مع المواطن "المستور الحال" لعبة القط والفأر فيطاردونه دون رحمة ويتربصون به دون شفقة فهل يتلذذون بوضعه فوق سندان الحاجة وتحت مطرقة العجز ! ربما.. والسلام صالح عبدالله العريني