قطعت المملكة شوطاً بعيداً في تعليم الفتاة وواكب ذلك التقدم الحاجة الملحة لكفاءات وخبرات أثبتتها بجدارة المعلمة المعطاء التي كانت وما زالت تخرج جيلا بعد جيل لخدمة هذا الوطن. ومن هنا برزت سعودة الوظائف لتحتل الأولوية والشمول لأنحاء كثيرة وأبعاد مترامية من البلاد وبرزت معها بعض المشكلات التي لا يخفى على كل مدرك لوضع المرأة أبعادها قياساً بالرجل كصعوبة الاغتراب الا برفقة محرم وتوفير سكن لها وغير ذلك مما جعل الرئاسة العامة لتعليم البنات في معاناة دائمة أمام هذه الأوضاع وتحمل أخطاء الغير بدءاً من الانقطاع الوظيفي الذي يعد تأثيره سلبياً على الطالبات حيث أدى الى توقف المنهج الدراسي في كثير من المدارس، وعدم الاستقرار في ملاكات المدارس في المناطق النائية نظراً لكثرة طلبات النقل وعدم جدوى وفاعلية انتاج المعلمة في هذه المناطق لقصر المدة التي تمكثها في المدرسة.. وهذا يتضح في تدني مستوى الطالبات وعدم التحصيل الجيد لتكرار الشخصيات واختلاف طرق التدريس وتباين الأفكار مما يؤثر على شخصية الطالبة.. وانتهاء بالمشاكل الأسرية وحوادث الطرق التي أدت الى بعض الوفيات.. يضاف الى ذلك ضياع وقت المسؤولين وكثرة تردد أولياء الأمور طلباً لنقل المعلمات الى مناطق سكنهن. وهذه بعض السلبيات الناتجة عن تعيين المعلمات في مناطق تبعد عن مناطق سكنهن اكثر من 80 كلم وهناك حلول ذات شقين لمعالجة ذلك: اولاً: حلول قصيرة المدى لمعالجة سريعة للوضع القائم تنحصر في النقاط التالية: التعاقد مع ساكنات المناطق النائية بالأجر بالساعة ويبدأ بذلك فوراً عن طريق مكاتب الاشراف لحصر جميع الخريجات وفق استمارات تصمم لهذا الغرض على ان ينتهي التعاقد معهن عند مغادرتهن للمنطقة. في حالة التعيين من خارج المنطقة يؤمن سكن للمعلمات كما هو معمول به للطالبات من خارج المنطقة واللاتي يدرسن في مناطق بعيدة عن مقر سكنهن. تأمين وسيلة نقل أسبوعية لنقل المعلمات من مقر سكنهن الى مقر العمل. بدل مادي لمن تعيّن في منطقة تبعد اكثر من 120 كلم عن مقر سكنها. تحدد أيام العمل فتكون اربعة ايام فقط. تحقيق العدالة في النقل وتحديد سنوات معينة للعمل في المراكز او المحافظات البعيدة. ثانياً: الحلول البعيدة المدى: التنسيق بين الرئاسة العامة وادارة الكليات بحيث يتم ذلك بين ادارة التعليم والكليات الموجودة في المنطقة فيكون قبول طالبات المناطق حسب حاجة المنطقة للتخصصات كما كان معمولا به في السابق بغض النظر عن النسب وفق آلية معينة تحددها ادارات التعليم. أولوية التعيين لساكنات المناطق المحتاجة من قبل وزارة الخدمة المدنية ويكون ذلك بحصر اسماء الطالبات الملتحقات في الإسكان الجامعي التابعات للمناطق المحتاجة. قبول الكليات للطالبات من خارج المنطقة حسب التخصصات التي تفتقر اليها الكليات التابعة لمنطقتهن. افتتاح كلية متوسطة ملحقة لمدرسة ثانوية بالمنطقة اذا كانت أعداد الملتحقات بالكليات الجامعية أقل من حاجة المنطقة للمدرسات وفق دراسة مسحية. خولة بنت عبدالعزيز الربيعة