سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سيول القريات تغلق الطريق الدولي والناصفة وجماجم الأكثر تضرراً «الجزيرة» رافقت رحلة جوية فجر أمس
إنقاذ 70 شخصاً حاصرتهم المياه وجهود متواصلة للجهات الحكومية
* * تغطية سليم الحريص وجريد الجريد وهاشم أبو هاشم: تصوير حمدان حسين عاش أهالي القريات مساء أمس الأول في حال ترقب وخوف خشية مداهمة السيول القادمة من الشرق والشمال وتهديدها للأحياء القريبة وخاصة حي الفيصلية الذي ارتوى بالمياه أصلا وتحسبا لقطع الطريق الدولي (القرياتالجوف) الذي أصبح مهددا جدا رغم إغلاق البلدية للعبارات التي أشرنا لها في الجزيرة نهار أمس حيث بدأت المياه بالتسرب من أسفل الطريق مشكلا تهديدا حقيقا للمدينة مما حدا بفرق البلدية إلى ردم أماكن التسريب بكميات من الرمال وقد تم إغلاق الطريق عن الحركة المرورية بشكل مؤقت.. وقد عملت الجهات المعنية وبمتابعة ميدانية من سعادة محافظ القريات بالنيابة أحمد بن عبدالله آل الشيخ ومدير عام الدفاع المدني بالمنطقة اللواء عبدالرحمن بن نجم البادي ورئيس بلدية القريات م/ فارس الشفق ومدير شرطة القريات العقيد حمد السالم ومدير الدفاع المدني بالقريات العقيد عبدالله الدهام وتواصلت الجهود طيلة الليل وحتى صباح أمس السبت وما زال العمل مستمرا بينما لا زال البحث جاريا عن جثة المفقود الثاني من أفراد حرس الحدود والذي جرفته السيل هو وزميله في الدورية يوم الخميس الماضي حيث ان عملية البحث والتمشيط متواصلة أرضاً وجوا من خلال طيران الدفاع المدني وفرق حرس الحدود. وقد قامت «الجزيرة» بجولة ميدانيةعلى القريات والمراكز التابعة لها والتي تضررت من السيول حيث رافقت الجزيرة طائرات الدفاع المدني في طلعاتها خلال المسح والبحث وفور اقلاع الطائرة من مطار القريات وعلى بعد 1 كم منه رصدت الجزيرة بالصورة الخطر الذي يهدد المدينة من الجهة الشمالية حيث ان وادي حصيدة الغربية والذي يقع غرب القريات ويفيض في منطقة مزارع الرشراشية ومن قوته التف باتجاه الجنوب الشرقي ليغرق أسواق الأغنام والأعلاف ومهددا المدينة بالخطر وقد حجزه الطريق الدولي ولشدته أخذ بالتسرب من أسفل الطريق الذي أغلق مؤقتا حيث بدأت فرق البلدية بردم أماكن التسريب وكانت مساحة المياه كبيرة جدا خاصة ان تلك المنطقة طبيعة أرضها (سبخاء) وأضحت مجمعا كبيراً لتفريغ مياه الصرف الصحي التي جلبها معه السيل وقد شكلت تهديدا بيئيا يحاصر المدينة وقد نجم عنه نفوق عدد كبير من الأغنام وتلف كميات من الأعلاف، وفي اتجاه الشرق تبدأ المنطقة الزراعية التي غطت السيول معظمها من قرية العقيلة وغطي ومزارع باير التي ما زال وادي باير يسيل باتجاهها رغم وجود السد الذي خفف الكثير من الأضرار إلا أن المياه كانت تتجاوزه من قوتها وفي جولة جوية فوق قرية الناصفة التي غطت المياه أكبر مساحاتها وقلعت آلاف الأشجار حتى الكبيرة منها لم تستطع الصمود وقد أتلفت السيول عدداً كبيراً من المزارع التي ألحق بمعداتها وآلياتها الزراعية أضراراً كبيرة مخلفاً نفوق أعداد كبيرة من الماشية التي جرفتها السيول رغم مشاهدتنا لعدد من الإبل التي استطاعت الصمود والبقاء وبعد ذلك شاهدنا قرية جماجم التي هي الأخرى لم تكن بأحسن حظ عن سابقاتها حيث انها تعتبر من أكثر المناطق تضررا بالسيول مع الناصفة ولم تسلم من أضرار السيل أي مزرعة تقريبا فالمنظر الذي يشاهد من الطائرة يصعب وصفه فتلك القرى أشبه ما تكون ببحيرة كبيرة يتخللها بعض الجزر الصغيرة التي سلمت من المياه لارتفاعها.. وخلال جولتنا تم مسح لوادي باير مشاركة للفرق الأرضية التي تعمل بالبحث عن جثة الفرد الثاني من حرس الحدود وكان الوادي ما زال جاريا والمياه تسيل من فوق السد وقد انتشر عدد كبير من افراد حرس الحدود المشاركين في عمليات البحث عن الجثة. ومن الجدير بالذكر ان دوريات الدفاع المدني قامت بإنقاذ ما يزيد عن 70 شخصاً من العاملين في المزارع والقرى ومن مختلف الجنسيات المحتجزين من جراء السيول خاصة في القرى وذلك عن طريق الطائرات وكذلك استخدام القوارب وما زالت تقوم بواجبها في جميع الأماكن المحاصرة بالمياه وبالقرب من الأودية والشعاب لتقديم المساعدة لمحتاجيها.هذا وقد حذر مدير عام الدفاع المدني بالمنطقة اللواء عبدالرحمن البادي المواطنين والمقيمين بالحذر من الاقتراب من مجرى الأودية والانتباه الى الأطفال خاصة وعدم تركهم بالقرب من السيول وتجمعات المياه مناشداً الجميع بضرورة طلب المساعدة على الفور من دوريات الدفاع المدني المنتشرة في حالة حدوث ما يهدد حياتهم لا سمح الله. وأخيرا تبقى الصورة مزعجة والحلول العلمية المبنية على أسس سليمة مطلباً بات ملحا أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد ما تبين ان المخاطر ليست من اتجاه واحد فحسب بل أصبحت القريات وقراها محاطة بمصادر أخطار من كل الجهات ونسأل الله ان يجنب بلدنا كل مكروه. من الجولة: * رافق الجزيرة بالجولة العقيد عبدالله الدهام مدير إدارة الدفاع المدني بالقريات ومساعده المقدم عبدالله الناشي وقائد وحدة أمن المطار النقيب خالد العجاج وطاقم الطائرة واستغرقت الرحلة الجوية مدة ساعتين. * المياه التي تحاصر المدينة من الشمال والتي اختلطت بمياه الصرف الصحي رائحتها الكريهة وصلت الى الطائرة. * في إحدى المزارع الغارقة بالمياه شاهدنا شخصين يتوسطان الماء بالقرب من حوش للأغنام استدار قائد الطائرة فوقهم أكثر من مرة لمساعدتهم لكنهم رفضوا المساعدة وكانوا في مأمن. * رغم تحذيرات الدفاع المدني إلا أن هناك من يخاطر بأطفاله بالاقتراب والنزول أحيانا الى مجرى الوادي. * جهود حثيثة من حرس الحدود والدفاع المدني للعثور على المفقود الثاني. * عند هبوط الطائرة في القرب من مستشفى القريات العام عندما نقلت الجثة تجمهر حولها عدد كبير من المواطنين مما استدعى تفريقهم برجال الشرطة. * مكتب الجزيرة بالقريات كان أشبه ما يكون بغرفة عمليات حيث اتصالات المواطنين مستمرة حول الوضع وكان منسوبو المكتب متواجدين في أكثر من موقع لمتابعة أعمال الانقاذ.