سليمان بن صالح الدخيل أحد رواد الصحافة العربية في النصف الأول من القرن الهجري الماضي، وأول من امتهن الصحافة من أهل نجد قبل مائة سنة تقريبا، قال الأستاذ حمد الجاسر رحمه الله عنه: يعد أول نجدي زاول مهنة الصحافة وأول نجدي اتجه لنشر المخطوطات. وقال الشيخ صالح العمري رحمه الله في ترجمته: هو أول من مارس الصحافة من أهل نجد وكان لما ينشره ضجة عظيمة فهو صحفي ناجح في سبك الأخبار ولو أدرك هذا الوقت الذي تطورت فيه وسائل الإعلام والصحافة لكان له شأن. ولد رحمه الله في مدينة بريدة سنة 1290ه ونشأ بها وأخذ عن علمائها وكان والده من العلماء الأدباء وقد وقفت على مراسلات له مع عالم الكويت الشيخ عبدالله الدحيان رحمه الله تدل على سعة اطلاعه على كتب العلم واهتمامه بنشرها، قال العمري رحمه الله : كان لوالده أثر في تعلمه وتعلقه بالأدب وكان لرحلاته للبلاد العربية المجاورة والهند أثر في ذلك فقد التقى بالأدباء والكتاب ورجال الصحافة وكان جريئا يحب البحث والمناقشة وله همةعالية في ذلك والقصد ان المذكور كان الى الأدب والصحافة أقرب منه الى علوم الشريعة فقد كان اطلاعه على التاريخ واللغة وآدابها اكثر من اطلاعه على علوم الشريعة إذاً فهو أديب. هاجر في بداية العشرينات الهجرية الى بغداد وكان عمه جار الله من وجهاء بغداد وأهل العلم فيها فساعده ذلك على الاتصال بعلماء بغداد وأدبائها فأخذ عن علامتها في ذلك الوقت محمود شكري الألوسي صاحب التصانيف المشهورة وأحد أعلام القرن الماضي. وكان لمعرفته بالقبائل العربية وأخبار الجزيرة وسعيه في نشر معلوماته عنها في الصحف والمجلات التي كانت تصدر هناك أثر في شهرته وذياع صيته خصوصا ما كان يكتبه في مجلة العرب. ولم يكتف بالكتابة في الصحف فقط إنما سمت همته لإصدار يتولى هو القيام به والإشراف عليه فأصدر جريدة «الرياض» وهي جريدة اسبوعية صدر أول عدد منها سنة 1908م 1327ه قال الزركلي عنه: أنشأ في بغداد بعد خلع السلطان عبدالحميد سنة 1908م جريدة الرياض.. وكتب مقالات كثيرة في جريدته ومجلة لغة العرب البغدادية عن شؤون العرب وبلادهم. وقال أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري في كتابه «مسائل من تاريخ الجزيرة العربية»: ما تنشره جريدة الرياض التي كان يصدرها الدخيل رحمه الله في العراق مفيد جدا في معرفة بعض الأحداث التي وقعت في عهد الدخيل حسبما تبين لي من شذرات منها تنشرها مجلة لغة العرب التي يصدرها انستاس الكرملي». وقالت مجلة العرب عنه: سليمان الدخيل من بيت كبير شهير في بلاد العرب وله صلة قوية بأمراء نجد آل سعود وآل رشيد وقد جاب كثيرا من بلاد العرب والهند والعراق وله اطلاع عجيب على تاريخ العرب وعوائدهم وأخلاقهم وأيامهم وحروبهم وقد قرأ علوم الحياة على السيد محمود شكري الألوسي وعلى غيره من العلماء والأدباء أنشأ مجلة الحياة وألف عدة كتب كلها عن ديار العرب. وقد قرض الشيخ علي بن سليمان الحلوة جريدة الرياض بأبيات منها: حي الرياض وحي اليوم منشيها وحي يا خلي بالاجلال بانيها وحي يا صاح جار الله إن له على الورى مننا جلت أياديها وقد أثنى عليها بعض الأدباء بكلمات منها قوله: جريدة تفتخر بكونها تخدم بما في وسعها الوطن وأبناءه وتناضل عن حقوقهم وتدلهم الى مافيه نجاح أعمالهم ويسرها إنها في هذه الأيام الأخيرة ألفت إقبالا كبيرا من قرائها الكرام فهي تشكر بلسانها الصادق فضل أولئك الناس الذين أنجبهم آباء كانوا في قديم الزمان يتسيدون ربوع الفضل ويرفعون قواعد الأدب..