في خطوة إيجابية غير مسبوقة ونقلة نوعية كبيرة، كشفت مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع، الرائدة والمتخصصة في تشجيع ودعم الفنون والثقافة في المملكة، عن مشروعها الجديد "الفن للجميع" وافتتح على شرف سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وصاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز هذا المهرجان في أربع صالات لعرض الفن التشكيلي في آن واحد ويعتبر مشروع "الفن للجميع" الذي ستستغرق فعالياته ثلاثة أسابيع ابتداء من 27 مارس 2001م وحتى 17 ابريل 2001م أكبر مهرجان للفن التشكيلي وأسلوب حضاري لنشر وتقريب الفن التشكيلي السعودي للجمهور. وبشعار يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام "هل بوسعنا أن نخطو المسافة بيننا والجمال؟ ان ننطلق من الأنا للنحن؟ هل يمكن ان نحل الجمال والفن في بناننا للأجيال؟" تقيم المنصورية مهرجان "الفن للجميع" بمشاركة 22 فناناً من أشهر الفنانين التشكيليين السعوديين وسيقوم الفنانون بعرض مجموعات من لوحاتهم التشكيلية المختارة )من 10 -20 لوحة لكل فنان( والتي تتراوح أسعارها مابين 500 - 2000 ريال سعودي في رسالة تؤكد مصداقية أن الفن الراقي في متناول الجميع وسيتم كذلك إصدار وعرض كتاب يضم أعمال الفنانين التشكيليين السعوديين مع شرح مفصل لها وهو الكتاب الذي يعود ريعه إلى الجمعية الخيرية النسوية بجدة. وتتصدر قائمة الفنانين التشكيليين المشاركين أسماء لامعة في مجال الفن التشكيلي السعودي مثل الدكتور عبدالحليم رضوي وطه الصبان وعبدالرحمن السليمان ونوال موصلي وابراهيم النغيثر والذين سيعرضون أعمالهم في أتيليه جدة وسيقوم كل من الفنانين ضياء عزيز ضياء وأحمد فلمبان ويوسف جاها وعبدالعزيز عاشور وشادية عالم ونائل ملا بعرض أعمالهم في أرابسك غاليري. أما بالنسبة لأعمال عبدالله الشيخ وعلي الطخيس وراندة عاشور وزهرة بوعلي وزهير طولة وزمان الجاسم فسيتم عرضها في رضا غاليري كما ستعرض العالمية غاليري أعمال كل من عبدالله حماس ومحمد سهام وأيمن يسري ومهدي الجريبي وعوضة الزهراني. وبهذه المناسبة صرح مصدر مسؤول من مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع قائلاً: "من خلال الفن للجميع" نهدف إلى زيادة الوعي بمجال الفن التشكيلي في المملكة وتشجيع الجيل الجديد علي تذوقه والاستمتاع به" وأضاف "ونأمل من خلال هذه التظاهرة الأولى والفريدة من نوعها أن يحتضن الجمهور في المملكة العربية السعودية الفن والثقافة والابداع الفني لجعلها جزءا هاماً من حياته اليومية". وقد صرحت الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز آل سعود بقولها: لا يسعني إلا أن أشكر صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله - رئيس المجلس الاستشاري لمؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع - علي وقفته النوعية وتكرمه بدعمنا ورعايته لمشروعنا الكبير. كما أشكر اخواني الفنانين وصالات العرض على التفافهم حول الهدف لاخراجه للوجود وأشكر المتلقي السعودي الذي هو هدفنا ونتوجه إليه بالدرجة الأولى ليكون الاستمرارية للفن المتبنى والمعايش له في كل نواحي حياته. توجهنا إلى المتلقي، أشرعنا له مواقع عرض أربعة. حشدنا فيها ملامح منتقاة من إنتاج رموز الحركة التشكيلية الجادة، حشدنا أعمالا أثارت اهتمام النقاد والمستشارين الذين قاموا بانتقاء هذه النخبة المشاركة، دعوناه من أي جيل كان ومن أي امكانية يجيء ويتخذ الفن وسيلة حياة. فنحن كشعب لا نستطيع أن نمضي بمعزل عن انتاجنا الروحي، ولا يستطيع فنا نونا ومبدعونا التقدم بمعزل عن ثقة جمهورهم وحاجاته الجمالية. لذا فإن حركتنا هذه هي محاولة لإعادة الثقة في فننا المحلي، وذلك خلال دعوة أصحاب الرؤى لكي يسيروا معنا وبجانبنا مع نتاج مبدعيهم الروحي، نتجه لتحقيق أهداف نوعية ترسخ قاعدة للفن تقوم على: - ردم الفجوة بين الفن وجمهوره. - بناء قاعدة للتلقي الجمالي من الأجيال الناشئة. - مواجهة العشوائية السائدة في سوق الفن المحلي والتي جعلت الاستثمار في الفن مخاطرة لمقتنيه. بالنهاية فهذه التجربة هي نتاج لرؤية مؤسستنا كمتذوقين ومتكرسين للفن. رؤيا خلاصتها ان الانسان لابد وان يستمر في محاولات البحث عن مخارج وطروحات تضيف لحياته نوعياً وجمالياً وتخرجه من حالات الركود. رؤيا تخرج للوجود بصورة أولية اجتهادية قابلة للمناقشة والتعديل والتطوير.