لو قلت لشخص ما هو اكبر عدد تعرفه لقال ترليون.. ولو سألته ما هو الترليون .. لقال هو الف مليار.. ولو طلبت منه توضيح المليار.. لقال هو مجرد الف مليون لا غير. مليار او بليون.. هذه الكلمة المكونة من خمسة احرف استصغرها ذلك الشخص لانه قارنها بالترليون.. ولانها ايضا وردت على مسمعه كثيرا ففقدت رنينها وحجمها لديه.. فدعونا اعزائي نتخيل سوياً هذا المليار والذي يملكه العديد بل وبعض منهم يملك العديد منه.. لو افترضنا ان هناك انسانا يملك مليارا واحدا فقط لا غير.. وافترضنا ايضاً انه سوف يعيش مائة سنة وقسمنا الالف مليون على عدد سنين عمره المائة.. لوجدنا انه سيتقاضى سنوياً عشرة ملايين.. ثم قسمناها على اثني عشر لاصبحت النتيجة حوالي ثمانمائة وثلاثة وثلاثين الفا وثلاثمائة وثلاثين ريالاً!!.. اي بمعدل راتب يزيد على الثمانمائة الف ريال شهرياً لمدة مائة عام!!.. وحقيقة انا لا استطيع ان اتخيل راتباً شهرياً بثلاثة وثلاثين الف ريال فضلا عن ان يكون معها ثمانمائة الف!! بعد هذه الحسبة البسيطة اعتقد اننا الآن ادركنا حجم المليار والذي هو واقع وحقيقة وليس رقماً خيالياً.. هذا المليا ر اصحابه يلهثون ليل نهار لزيادته وامتلاك اكبر عدد منه لتتراكم مع مثيلاتها في الارصدة البنكية الداخلية والخارجية والذين لم يدرك واحدهم حجم ما يملك ولم يعلم انه لو انفق بكلتا يديه لم ينفد ما لديه ولا نصيفه. زكاة المليار الواحد فقط تساوي تقريباً خمسة وعشرين مليون ريال.. فتخيل كم من الملايين التي ستخرج من كل تلك المليارات ومن ثم هل سيبقى لدينا فقير محتاج؟! صاحب المليار لدينا اذا اراد ان يخدم مجتمعه قام ببناء مسجد وهذا امره خير وليس لنا اعتراض على ذلك ولكن وطننا يحتاج الى الكثير.. انه يحتاج الى من يوظف شبابه الى من يزرع ارضه الى من يرفع اقتصاده بالمصانع الى من يثقف ابناءه بانشاء الجامعات والكليات الى من يستثمر طاقاته وينتجها لصالحه. صاحب المليار اليوم يستغل ابن وطنه استغلالا بشعاً اما ان يستحوذ على الوكالات ويتحكم بالاسعار او ان يكسر صغار المنافسين ويتفرد هو بالسوق او ان ينشىء مشاريع تسيء لوطنه.. يا صاحب المليار اننا جميعاً مدينون لهذا الوطن الغالي الذي اعطى الكثير بلا حساب وينتظر منا القليل فهلا رددنا عليه ولو جزءاً بسيطاً من حقوقه. ايها المليار النائم والذي طال سباتك في الخزائن انني اعلم انك لو نطقت لقلت انني من ذلك الوطن واريد ان اعود اليه.. اريد ان اتفانى بخدمته وخدمة مواطنيه صغيرهم وكبيرهم.. اريد ان انمو فيه واترعرع على ارضه وبسواعد شبابه. واخيرا اقول كما ان رب كلمة تقول لصاحبها دعني.. فرب مليار يقول لصاحبه دعني!!