شهدت دارة الملك عبدالعزيز حركة علمية دؤوبة صعصعت لها جنباتها في عهدها الجديد بعد تعيين مشرف جديد لها واختيار سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيساً لمجلس إدارتها . شهدت الدارة مناشط علمية متعددة، وتدفقت أنهار الإنتاج العلمي الذي يخدم أهدافها، نحو مزيد من الإنتاج العلمي والفعل الثقافي، الذي يلبي جوانب من الطموحات . والجميل في نشاطات الدارة أنها تواكب الحدث، وربما تسبقه أحياناً، وهكذا كان فعلها في مجال نشر الكتب المتخصصة، فقد جمعت بين الكتب المطبوعة على الورق، والكتب الإلكترونية التي تستجيب لتقنيات العصر وواقعه . طبعت الدارة ونشرت عدداً كبيراً من الكتب، وكانت مكتبتها المئوية مكتبة ثرية بحق، يشار لها بالبنان، وتستحق ألوان العرفان . من أهم الكتب التي طبعتها الدارة ضمن مكتبتها المئوية وصدرت في حلل قشيبة من التجليد الفني والإخراج الطباعي الجميل : كتاب «مختارات من الخطب الملكية» الذي صدر في جزءين تضمنا خطب الملك عبد العزيز والملك سعود والملك خالد رحمهم الله وخطب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وقد سجلت تلك الخطب بنصوصها الموثقة من مصادرها الأصلية. كتاب « الملك عبدالعزيزفي عيون شعراء صحيفة أم القرى » جمع إسماعيل أبو رعنونة ومراجعة الدكتور حسن الهويمل، وقد حوى سجلاً شعرياً لكل ما نشرته الصحيفة عن شخصية الملك عبدالعزيز وسيرته وجهوده . كتاب «صفحات من تاريخ مكةالمكرمة» للمستشرق هورخرونيه، نقله إلى العربية الدكتور علي الشيوخ أعاد صياغته الدكتوران محمد السرياني ومعراج مرزا، وقد تناولا في مجلدين الجوانب التاريخية والاجتماعية والاقتصادية للبلد الأمين. كتاب« معجم الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح البخاري» لسعد بن جنيدل الذي عني بالضبط الصحيح لأسماء تلك الأمكنة ومواقعها . كتاب« نساء شهيرات من نجد» لدلال الحربي التي تناولت جوانب من تاريخ المرأة السعودية ومدى تأثيرها في مجتمعها وتأثرها به . كتاب« مثير الوجد في أنساب ملوك نجد » لراشد بن جريس الحنبلي بتحقيق محمد بن عمر العقيل، وقد تضمن نسب ملوك نجد وأئمتها ونسب الشيخ محمد بن عبدالوهاب . كتاب « لماذا أحببت ابن سعود » لمحمد التميمي وفيه حديث شيق عن سجايا الملك عبدالعزيز وصفاته الشخصية والقيادية . كتاب« الزيارة الملكية» وهو تقرير من لجنة المؤرخين بأرامكو برئاسة وليام مولينان، ترجمه الدكتور فهد بن عبدالله السماري، وهو يسجل أحداث زيارة الملك عبدالعزيز التفقدية لشركة أرامكو عام 1366ه . كتاب« ديوان الملاحم العربية» للشاعر الكويتي محمود الأيوبي قام بدراسته الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع، وقد تضمن سبعاً وعشرين ملحمة عن الملك عبدالعزيز. كتاب« معجم مدينة الرياض » لخالد بن أحمد السليمان، وفيه تعريف بأهم الأماكن التاريخية والجغرافية في مدينة الرياض العريقة . كتاب « فجر الرياض » لعبد الواحد راغب، الذي حلل ملامح الحدث وفاعله في قصة استرداد الرياض وبزوغ فجرها من جديد . كتاب « خصائص التراث العمراني في المملكة العربية السعودية» للدكتور محمد النويصر، الذي ركز على وصف وتحليل النسيج العمراني التقليدي ومكوناته في نجد، وأثر البيئة في السكان . كتاب « يوميات الرياض » لأحمد بن علي الكاظمي، وهو سجل لمذكراته ومافيها من أحداث ومشاهدات وتحليلات عن تاريخ الملك عبدالعزيز. كتاب« الملك عبدالعزيز في الصحافة العربية » للدكتور ناصر بن محمد الجهيمي، الذي جمع فيه كثيراً من المقالات عن الملك عبد العزيز تنوعت بين الأخبار والتحليل . كتاب « الملك ابن سعود والجزيرة العربية الناهضة » للدكتور فان درمولين، ترجمة ويسي سي، تعليق الدكتور فهد السماري، وقد سجل المؤلف فيه انطباعاته عن الملك عبدالعزيز وجهوده في بناء مملكته . كتاب « الرحلات الملكية» إعداد يوسف ياسين، الذي أرخ لأربع رحلات ملكية أضاءت جوانب مهمة من جوانب شخصية الملك عبدالعزيز . كتاب« رحلة داخل الجزيرة العربية » ليوليوس أو يتنج، ترجمه سعيد السعيد، وفيه تعريف بجغرافية وتاريخ أجزاء من الجزيرة العربية، كما هو المعهود في أدب الرحلات . كتاب« الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية » لإيجير ناكانو، ترجمة ساره تاكاهاشي، وهو تسجيل لزيارة البعثة اليابانية الرسمية للمملكة، إلا أن كاتبه أضفى عليه انطباعاته عن الأماكن التي رآها والشخصيات التي قابلها . كتاب« رحلة الربيع» لفؤاد شاكر، والكتاب يسجل ضمن أدب الرحلات وما يتميز به من موسوعية جغرافية وتاريخية وفكرية . كتاب« رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية» لفيليب ليبنز، وهو كتاب مترجم عن الفرنسية ترجمه الدكتور محمد الحناش، وفيه وصف للأماكن الجغرافية والأثرية والنقوش القديمة في المناطق التي مرت بها الرحلة . كتاب « جوانب من سياسة الملك عبدالعزيز تجاه القضايا العربية» للدكتورة خيرية قاسمية، قامت فيه بدراسة تحليلية لأوراق نبيه العظمة ومراسلاته مع الملك عبدالعزيز وكبار المسؤولين في الدولة حول كثير من القضايا العربية . ومن الكتب التي صدرت مع مكتبة الدارة المئوية : كتاب « عبدالعزيز» وهو إصدار خاص بالصور الفوتغرافية للملك عبدالعزيز بطبعة عالية المستوى تقنياً، أشرف على إعداده المصور البرازيلي المعروف همبرتو دي لاسيلفيرا . كتاب « الرواد» الذي يسجل أسماء الرواد الثلاثة والستين الذين صحبوا الملك عبدالعزيز في مسيرته التاريخية لاسترداد الرياض . كتاب « إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر » لشعيب الدوسري، قدم له وعلق عليه محمد الحميد وعبدالرحمن الرويشد . كتاب« الطريق إلى الرياض» وهو دراسة تاريخية وجغرافية لأحداث وتحركات الملك عبدالعزيز لاسترداد الرياض، وقد أشرف على إصداره وتحريره لجنة علمية مكونة من الدكتور فهد السماري والدكتور ناصر الجهيمي والأستاذ عبدالله بن محمد الشايع والأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الشقير، بالإضافة إلى فريق عمل مسحي ميداني وإنتاجي، وألحق بالكتاب فهارس للأعلام والأماكن واللوحات والخرائط . كتاب« كشاف الفهرس التحليلي لمجلة أم القرى » ويتكون من مجلدين، وهو عمل ببليوجرافي ذو قدرة استرجاعية فائقة عن طريق رؤوس الموضوعات، وفهرس العناوين، وفهرس الكتاب، وفهرس الأعلام، وفهرس الأماكن، وفهرس نوع المادة ) موضوعي (. كتاب « الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية الذي يوثق لأبرز الأحداث السياسية والتاريخية والاجتماعية منذ بداية الدولة السعودية الأولى وحتى نهاية عهد الملك عبدالعزيز، باستخدام الخرائط والأشكال التي توضح النصوص التاريخية المدونة في المصادر التاريخية المطبوعة، والتعريف بأهم المواقع الجغرافية التي شهدت تلك الأحداث، وهو عمل موسوعي جبار. ومن أهم الكتب تحت الطبع : كتاب « الملك عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية في عهده» وهذا الكتاب يضم مختارات من المقالات العلمية والدراسات المترجمة عن الملك عبدالعزيز وعن المملكة العربية السعودية لإتاحتها للباحثين والمتخصصين في التاريخ الوطني. كتاب« مكةالمكرمة » لشيجي مايجيما، وهو يسجل كتابات الرحالة المسلمين اليابانيين عن مكةالمكرمة خلال المدة من 1909 1945م. كتاب « الملك عبدالعزيز رؤى ودراسات تاريخية » وفيه تسجيل لروايات المعاصرين للملك عبدالعزيز بعض الأحداث التاريخية والاجتماعية في عهد الملك عبدالعزيز، وانطباعاتهم عنها. هذه أهم الكتب التي طبعتها الدارة مؤخراً، والأجمل أن الدارة مواكبة لعصرها اتجهت إلى إصدار الكتاب الإلكتروني، وهي في المراحل الأخيرة من إنتاج الكشاف التحليلي لصحيفة أم القرى على قرص ليزر حاسوبي ممغنط، بإخراج فني بديع مع قدرته الفائقة على تسهيل عملية البحث والتنقل والنسخ بدرجة عالية جداً . كما أن الدارة بصدد إصدار قرص حاسوبي مماثل عن « موسوعة أعلام المملكة العربية السعودية» وقرص آخر يضم « مكتبة الدارة المئوية » كاملة التي تتكون من قرابة ثلاثين مجلداً، وقرص آخر عن الأطلس التاريخي للمملكة، وقرص آخر عن الوثائق التاريخية السعودية . وأهم الكتب الإلكترونية في رأيي وأضخمها على الإطلاق هو كتاب« السجل الحولي» الذي يتتبع تاريخ المملكة العربية السعودية تتبعاً تاريخياً دقيقاً، يوثق أحداثه ويترجم لأعلامه، ويتيح للباحث توفير الوقت ودقة العمل . وجميع هذه الأعمال فيما أعلم في مراحلها النهائية وقد اطلعت على تجاربها النهائية في معرض الكتاب الإلكتروني الذي نظم في مركز الخزامى التابع لمؤسسة الملك فيصل بالرياض واستمتعت بشرح واف من الدكتور ناصر الجهيمي مساعد أمين الدارة ومن الأستاذ رأفت الرسن أحد مصممي الكتب الإلكترونية . وقد لفت انتباهي أن الدارة هي الجهة الحكومية الوحيدة التي شاركت في هذا المعرض، وعرفت زواره بجهودها في مجال الكتاب الإلكتروني، فإلى متى ستظل الجهات الحكومية الأخرى بعيدة عن مواكبة عصرها؟ وإذا كان لها جهود في مجال الكتاب الإلكتروني الذي هو سمة هذا العصر فلماذا لاتستثمر مثل هذا المعرض المتخصص؟ وبرغم أنني من الذين يؤمنون بأن الكتاب الإلكتروني لن يلغي أو ينقص أهمية الكتاب المطبوع إلا أن الكتاب الإلكتروني يتميز بميزات لا تتوافر في الكتاب المطبوع، لاسيما القدرة الفائقة على البحث في عدة كتب في آن واحد بعدة طرق، وبمجرد معرفة كلمة واحدة، وطبع نتائج البحث مجزأة، ونقل النصوص مباشرة من الكتب إلى برامج محرر النصوص دون حاجة لإعادة كتابتها وغير ذلك من التسهيل على الباحثين، ويحلو لي دائماً القول : إن المطلوب تشويق لا يخلو من العمق، وعمق لا يفسده الغلو والتشدق . والدارة كما أسهمت بجهد وافر في المناسبة المئوية قامت بمناشط علمية متعددة بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م بهدف إبراز ثقافة هذه البلاد في الجوانب المتعلقة باختصاصها، مستخدمة وسائل وأساليب متنوعة، من محاضرات وندوات وحلقات علمية ومعارض، وطباعة كتب، وغير ذلك . إن هذه المشروعات الرائدة التي تقوم بها دارة الملك عبدالعزيز بدعم ومتابعة من رئيس مجلس إدارتها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وبجهود أمينها الدكتور فهد بن عبدالله السماري ومساعده الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي تنفخ فينا روح الأمل بإضاءات نافعة لجوانب تاريخنا المجيد ومرتكزاته ومنطلقاته ذات الخصوصية الدينية، وبأساليب تواكب العصر الذي نعيشه، نجد فيها الجاذبية والتشويق قرين الفائدة والعمق . ولم تتوقف جهود الدارة عند إصدار الكتب المطبوعة والإلكترونية، بل كان لها مناشط ملموسة في مجال عقد المحاضرات الثقافية والندوات العلمية والحلقات التدريبية في مجال تخصصها من كتب ومخطوطات، ولعل أبرز حدثين في هذا المجال هما ندوة الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية، وندوة المملكة وفلسطين التاريخ والمصير . هذا وبالله التوفيق ،،،