يتحدث هو وأبناؤه الإنجليزية باستمرار في المنزل، وخارج المنزل، وأينما ذهبوا حتى إن أصغر ابنائه لا يتجاوز الثانية والنصف من عمره، وهو ينطق الإنجليزية قبل أن يدرك حروف العربية او يستوعب نطقها.. قد يتخذ بعض الناس مثل هذا الاسلوب كنوع من الواجهة الاجتماعية لتعويض نقص ما قد عاشوه، أو تعويض حرمان ما قد عاصروه.. المهم انه في كل الأحوال يعد سلوكاً لاسويا خصوصاً وانه جاء في غير مكانه!! فلكي تعلم أبناءك الانجليزية فهذا لا يستوجب ان تستعرض أمام الناس وتجعل من نفسك محطة ضوء يلتفت لها الآخرون خصوصاً أيضاً وانك لا تحمل «عرقاً» اسرياً بريطانياً أو أمريكياً «والا على الأقل» وإلى 20% لكان معك العذر!! ولكنك تسلك ولا مبرر لسلوكك، وقبل ان تعلم أبناءك الانجليزية لابد وان توعيهم إلى أهمية لغتهم العربية التي اصبح كثير من الأطفال يخلطون بينها وبين اللهجة المحلية الدارجة.. لم لا نوعي أطفالنا هذا الأمر.. لم لا نعتز ان تكون لغتنا العربية التي للأسف أسقطنا قدرها قبل أن يسقطه الآخرون..إن التحدث عن النقطة السابقة لا يعني إطلاقاً ان نهمل اللغة الإنجليزية بل أؤكد انها لابد ان تأتي جنباً إلى جنب مع العربية لأن الإنجليزية الآن أصبحت لغة العلوم ولغة التطور والتقدم حتى الأبحاث لو أردت ان تكون مطلعاً عليها بشكل حديث متواصل فإنك لن تحقق ذلك الا بتعلم الإنجليزية بدليل ان حركة ترجمة العلوم الآن أصبحت تتأخر عن الإنتاج كثيراً ما يقرب السنتين هذا إذا كانت متقدمة بل إنك لتفاجأ بأنك تقرأ بحثاً لعام 2001 وآخر ما ترجم فيه بالعربية كان في عام 1991 وهنا هل من المعقول أن يأخذنا السبات وتركض العلوم من حولنا ونحن نظل متأخرين!!. الواقع يفرض علينا ان ننفتح على العالم الخارجي لننهل من تقدمه وحضارته، ونحن أيضاً لابد وان نصر على نقد تلك الحضارة لنأخذ ما ينفعنا ونترك ما لا ينفعنا لا أن نجعل من أنفسنا «بهائم» نسير حيثما ساروا وبدون عقل أو تفكير.. إننا نحتاج لتعليم أطفالنا الإنجليزية تماماً كما نحتاج إلى تعليمهم العربية أيضاً.. لهذا أقترح ان تكون هناك مواد فعلية عملية تدخل في المراحل الابتدائية وذلك لتعليم الاطفال المحادثة والتعامل اللغوي التحدثي وليس فقط إشغال الطالب في قواعد الإنجليزية التي تبعث له العقد النفسية التي قد تجعله يتجنب تعلم اللغة فيما بعد.. نحن نحتاج إلى أن تتماشى القواعد الإنجليزية معاً مع المحادثة الإنجليزية التي تفتح للطالب المعرفة، والتعلم والانفتاح الايجابي في الكشف عن العديد من العلوم.. فهل تتجاوب المؤسسات التعليمية في تطبيق هذا فعلياً.. أتمنى ان يكون كذلك؟!.