ما أحوج الامة الى ميراث محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه بقوله: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وبقوله «لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم، يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانو من قبل لفي ضلال مبين». إن ميراث محمد صلى الله عليه وسلم هو العلم الذي جعله الله نورا وهداية، يخرج به المؤمنين من ظلمات الجاهلية الى نور الايمان، وحين توفي محمد صلى الله عليه وسلم ترك هذا الميراث العظيم، يحمله علماء الامة، يهدون به الناس ويعالجون به امراض قبولهم، فالعلماء ورثة الانبياء، والانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهماً، وانما ورثوا العلم، فمن أخذه اخذ بحظ وافر. وقد أوجب الله على علماء الامة بيان هذا الخير للناس، ودلالتهم عليه برفق وحكمة قال تعالى «وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه»، وقال جل من قائل «قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني، وسبحان الله وما انا من المشركين» وقد اوجب على الامة سؤال العلماء عن الحق، والاسترشاد بآرائهم فيما لايعرفونه حيث قال )فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون( وسؤال العلماء عن الامور الشرعية لمعرفتها، وعبادة الله بها عبادة مشروعة، وهي من الطرق الى الجنة، كما قال صلى الله عليه وسلم «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة» رواه الترمذي.. وان عبادة الحج من اجل العبادات، وفيها اعمال كثيرة وعبادات متعددة وقد اداها النبي صلى الله عليه وسلم امام الصحابة، وامرهم بالاقتداء به، وقال «خذوا عني مناسككم» ويحتاج المسلم في اداء هذه العبادة الى فقه دقيق، وقراءة متأنية للكتب المتخصصة فهيا، كما يحتاج الى سؤال العلماء فيها اشكل عليه منها، وما التبس اجتهد فيه ولاتزال الدولة الاسلامية من قديم الزمان تفرغ علماء يجدهم الحجاج بجوار البيت وفي المشاعر المقدسة يدلون الناس على المناسك المشروعة، ويهدونهم لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك. وقد كان لهذه الدولة المباركة حكومة المملكة العربية السعودية قصب السبق في هذا المجال حيث فرغت لذلك كثيرا من العلماء وابرزتهم في مواقع متعددة من مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وسهلت وصول الناس اليهم، واتصالهم بالناس، مقدمين هذه الخدمة الشريفة باسلوب النصح والرفق والمحبة فينبغي الاستفادة من هذه الخدمات والحرص على اداء هذه الشعيرة على المنهج الصحيح لينال بذلك المسلم ماوعده رسوله صلى الله عليه وسلم حين قال «من حج ولم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه» رواه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. والحج المبرور هو الحج المقبول الذي اديت فيه الواجبات والمستحبات واجتنبت فيه المحرمات والمكروهات.