إثر وفاة الحارس الليلي بمصنع إسمنت الجنوب والكائن بأحد المسارحة متأثرا باصابته بمرض حمى الوادي المتصدع وذلك بعد تعرضه للدغ البعوض أثناء أدائه لعمله وقيامه بواجبه المتمثل في الحراسة الليلية بالمصنع ومع تساؤل الكثير عن ظروف اصابته بالمرض خصوصا وأن محافظة أحد المسارحة بعيدة عن المناطق الموبوءة والمصابة بهذا المرض, إثر ذلك كان لابد لنا من القيام بجولة استطلاعية في تلك المواقع والأماكن الواقعة ضمن القطاع الشرقي لمحافظة أحد المسارحة والتي يشكل وادي خلب ومصنع إسمنت الجنوب والمقرقم وقُزع وسوق الليل ومنجارة المسارحة أبرز قراها وأحيائها,. واقع مؤلم ظهر لنا الواقع المؤلم الذي يجسد كارثة بيئية حقيقية في ظل وجود المستنقعات التي تعج بالماء الآسن الملوث في جنبات الوادي ومرمى واسع للنفايات والمخلفات يقبع على الضفة الجنوبية للوادي توجد به أكوام هائلة من مخلفات الحيوانات ومختلف النفايات البشرية والصناعية تتخللها برك قذرة ومستنقعات صغيرة بها خليط من المياه والزيوت والنفايات وأشياء أخرى يتقزز الناظر من مشاهدتها بيد أن ما يثير ازعاج الزائر لهذه المواقع هو انتشار البعوض بشكل مرعب ومخيف وقد وجد جميع المقومات لتكاثره وانتشاره بشكل مكثف الى جانب وجود عدد من الطيور والجوارح التي تنهش لحوم بعض الحيوانات النافقة وتتغذى على مخلفات الأطعمة منتشرة في الأرجاء حاملة معها الميكروبات والفيروسات والأوبئة وما يزيد الطين بلة هو وجود بركة تصريف مياه للمدينة السكنية لمصنع الإسمنت بمساحة 400 متر مربع على الضفة الشمالية للوادي. واثناء جولتنا التقينا بالمواطن محمد بن علي فقيهي من سكان المقرقم فأكد أن هذه الأكوام الهائلة من النفايات والمخلفات هي المرمى العام لقرى وأحياء المسارحة حيث يشترك كثير من المواطنين جنبا الى جنب مع المجمع القروي بالمحافظة في رمي المخلفات والنفايات على مدى عدة سنوات بهذا الموقع ويشير الفقيهي الى أن سكان الأحياء المجاورة والقريبة من هذا المرمى يكادون يختنقون من محرقة هذه النفايات والتي تنفث أدخنتها باستمرار مما أدى الى تلوث الهواء وانتشار حالات الربو في تلك الأحياء اضافة الى كثافة البعوض لاسيما في الليل وفي الساعات الأولى من الصباح, ويطالب المسؤولين بازاحة هذا الكابوس الذي يقض مضجعهم ليل نهار مؤكدا أن هذه المواقع تشكل كارثة بيئية حقيقية يدفع ثمنها السكان الأبرياء في الأحد الشرقية. سنوات من المعاناة العم شوعى محمد أوضح أن معاناة الأهالي مستمرة لسنوات من جراء أضرار تلك المخلفات والنفايات والمستنقعات وما تصدره لهم من بعوض وحشرات وأمراض وهواء ملوث. ويلفت العم شوعي الأنظار الى بركة كبيرة قريبة من هذه المواقع تمثل منطقة تجمع تصريف مياه ومخلفات المدينة السكنية لمصنع إسمنت الجنوب وهي بدورها تصدر الروائح الكريهة والحشرات الضارة والبعوض والامراض للأهالي. بينما يؤكد الشيخ علي بن محمد عطيف أن المستنقعات الموجودة توفر بيئة مناسبة لنمو البعوض وانتشاره وتكاثره ومن ثم انتقاله الى موقع آخر قريب من تلك المستنقعات هو مرمى النفايات والمخلفات الذي يعج بمخلفات الحيوانات والنفايات البشرية والحيوانات النافقة حيث يجد البعوض هناك مناخا ملائما لغذائه وتكاثره وانتشاره ثم يهاجم المناطق السكنية القريبة في كل من قزع والمقرقم ومصنع الأسمنت والمنجارة ناقلا لهم الأمراض والأوبئة. هذا ويلفت المواطن الأستاذ محمد بن حسين طالبي من سكان سوق الليل الأنظار الى أنه قد حدثت اصابات كثيرة للأهالي هناك بمرض تكلس الرئتين وذلك من جراء تلوث الهواء الى جانب اصابتهم بأمراض أخرى وأكد أن معاناتهم مستمرة لعدة سنوات من جراء تلك المأساة البيئية المتمثلة في انتشار المستنقعات والمخلفات والنفايات والبرك الملوثة الى جانب بركة التصريف الخاصة بمصنع أسمنت الجنوب وما صاحب ذلك من انتشار البعوض والحشرات الأخرى الضارة. ان ما خلصنا اليه خلال الجولة هو أن عملية ازالة تلك المخلفات والنفايات المتراكمة منذ عدة سنوات وردم ومعالجة المستنقعات والبرك تتطلب الكثير من الوقت والجهد والكثير من الامكانات تعجز معها امكانات المجمع القروي بالمسارحة والذي يتطلب المزيد من الدعم من وزارة الشؤون البلدية والقروية وهو الذي يخدم أكثر من مائة تجمع سكني في اطار المسارحة وأجزاء من محافظة الحرث. هذا الى جانب وعي المواطن وتعاونه والذي يشكل ركيزة هامة للتخلص من هذه المعاناة الطويلة التي تهدد حياة الآلاف من المواطنين.