يشتكي البعض من المعلمين في عدد من المدارس من تدني مستويات أبنائهم الدراسية وخاصة في بعض المواد (كالرياضيات والقراءة والإملاء) التي تعتبر النواة والقاعدة الرئيسية التي يبني عليها الطالب نفسه في المرحلة الابتدائية التي تعد البداية التعليمية للطالب في بداية دخوله المدرسة، والتي يفترض ان يتم التركيز فيها بشكل كبير على الصف الأول ابتدائي الذي يعرف عند التربويين المتمرسين بأنه المنطلق الرئيسي للطالب للوصول الى بقية مراحل التعليم الأخرى كما أنه يعد بمثابة السلم الذي متى صعد الطالب على اولى درجاته بشكل صحيح فإنه بلاشك سيتابع صعوده على بقية الدرجات بنجاح واقتدار، وهذا الطالب الصغير يأتي الى المدرسة وهو أشبه بقطعة خام هشة يستطيع المعلم الكفء تشكيلها كيفما أراد بطريقة إما أن تكون صحيحة تخدم الطالب في مسيرته التعليمية، وإما ان تهمل تلك الخامة فتشكل على ما هي عليه، وإن أهملت منذ البداية كان ذلك سبباً رئيسياً من أسباب إخفاقه وتعثر خطواته في طريق التعليم المبكر، ونستطيع من خلال النقاط التالية أن نلخص الأسباب الرئيسية التي اعتبرها في نظري سبباً كافياً لتدني مستويات البعض من الطلاب في الصفوف الأولية وهي: أولاً: ضعف كفاءة بعض معلمي الصف الاول وانخفاض مستواهم العلمي داخل الفصل وعدم إتقانهم للعمل المناط بهم بالشكل الصحيح، والتهاون من قبلهم في متابعة وتشجيع الطلاب وخاصة الضعاف منهم الذين يظهرون بطئا في التعلم. ثانياً بالإضافة الى عدم استخدامهم لطرق متنوعة في اساليب الشرح او استخدام طرق تدريس حديثة تكفل إيصال المعلومة للطلاب بسهولة (كأجهزة العرض واللوحات والتلفزيون التعليمي) كما ان البعض من المعلمين لا يراعي الفروق الفردية الواضحة بين الطلاب والتي تتطلب منه تنوعاً في الشرح والتلقين واستخدام الوسائل المعينة. ثالثاً: ازدحام الفصل بأعداد كبيرة من الطلاب رغم اننا في مرحلة تحتاج بشدة الى التركيز الكامل وهذا الازدحام قد يحرم العديد من الطلاب من الاستفادة من مواضيع الدرس التي تتطلب من المعلم وقتاً لتفريغ نفسه لكل طالب على حده لتعليمه نطق الحروف وكتابتها والتفريق بينها، وكذلك في عمليات الحساب، وتلاوة القرآن الكريم، وهذه الاساسيات لا يستطيع المعلم مراعاتها مهما حاول من جهد لأنها تفوق وقت الحصة المحدد وإذا حاول التركيز على فئة معينة فإن ذلك سيكون له التأثير الأكبر على بقية الطلاب. رابعاً: ضعف المناهج والمقررات المفروضة على طلبة الصف الاول وخاصة في مادة القراءة والكتابة، حيث ان العديد من الطلبة يصل الى مراحل متقدمة في التعليم وهو يعاني من ضعف واضح في الإملاء قد يمتد معه الى مقاعد الجامعة، حيث ان هذه المرحلة الهامة تتطلب إعدادها بمناهج اخرى غير المقررات الدراسية الحالية التي تعد أساليب قديمة في التدريس وإنما بإعداد وسائل اخرى مصورة وعملية اكثر تقوم على إيصال المعلومة الى الطفل بالشكل الذي يريده والمحبب له. محمد بن راكد العنزي محافظة طريف