تشهد الوسائل الاعلامية وبالذات الجرائد والمجلات العربية والخليجية مؤخرا العديد من الطروحات الفكرية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهي حوارات في موضوعات كان التطرق اليها ممنوعا وكان الكاتب يحاسب على ذلك بالايقاف عن الكتابة لأيام وشهور وأحيانا لسنوات، كما قد توقف الجريدة أو المجلة التي نشرت هذا الموضوع أو ذاك. صحافتنا المحلية تفاعلت بشكل جيد مع ثورة الاتصالات والمعلومات التي يشهدها العالم اليوم, ولعل جميع القراء في الداخل والخارج لمسوا ذلك وشهدوا به , يظهر هذا الانفتاح بشكل يومي فيما تناقشه الصحف من موضوعات. لقد تحركت الصحافة في الاتجاه الصحيح، وتفاعلت تفاعلا إيجابيا مع المجتمع في كل شؤونه وشجونه وأعطت مساحة واسعة لأصحاب الآراء والأقلام من أجل تطارح الأفكار للوصول الى الحقيقة. إذا كانت الصحافة قد قامت بدورها في فتح المجال للكتاب للنقاش وللاختلاف من أجل صالح الوطن. الدور الآن على الكتاب وهو الاستفادة قدر الامكان من هذه الفرصة التي اتيحت في وسائل الاعلام السعودية عموما، وفي الصحافة المطبوعة على وجه الخصوص، وذلك بالرقي بمستوى الحوار والارتفاع به نحو كل ما فيه خدمة القراء أينما كانوا في الداخل أو في الخارج، والبعد كل البعد عن أن يتحول الاختلاف في الرأي الى خلاف بين الأشخاص. يجب ألا نحول حواراتنا من حوار حول موضوع معين الى هجوم على من نختلف معهم في الرأي، وألا نضع أنفسنا وكأن الواحد منا قادر على الدخول في نفوس من يعارضونه وذلك بالحديث عن النوايا التي لا يعلمها إلا الله الذي يعلم كل ما تخفي النفوس ،النقاش والحوار يجب أن يرتكزا أولاً وأخيراً على الموضوع المطروح للحوار. البداية التي نراها اليوم على صفحات جرائدنا ومجلاتنا بداية جيدة للحوار المسؤول البعيد عن التنابز بالألقاب، وتشير هذه البدايات من نظرة عاجلة إلى ما تنشره بعض الصحف المحلية من آراء ومداخلات في الشأن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الى قدرة الكثير ممن يمارسون الركض اليومي أو الأسبوعي على أوراق صحافتنا المحلية، على أنهم بصفة عامة أهل للمسؤولية. وما يتناولونه في كتاباتهم من موضوعات والأسلوب الذي تطرح به الكثير من الموضوعات يدل على الوعي الكامل بمفهوم الحرية الصحفية, فلنتعاون سويا من أجل استمرار هذا المناخ الاصلاحي وأن يكون هدف ومنطلق الجميع هو مصلحة الأمة والوطن.