الحمد لله القائل (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون) والصلاة والسلام على رسوله القائل (إن الله لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد،ولكن يقبض العلم بقبض العلماء,,) وبعد: قال الإمام عبدالله ابن المبارك رحمه الله كما جاء في البدع والنهي عنها لابن وضاح القرطبي : (اعلم أخي ان الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون فإلى الله نشكو وحشتنا وذهاب الإخوان وقلة الأعوان وظهور البدع، وإلى الله نشكو عظيم ما حلَّ بهذه الأمة من ذهاب العلماء أهل السنة، وظهور البدع,,,). حقاً إن موت العالم ثلمة لا تُسد، وكسر لا ينجبر وما كادت الأمة الإسلامية تكفكف دموعها، وتحاول ان تنسى مصيبتها في وفاة عالمين اثنين كانا لهما أكبر الأثر في هذه الأمة أعني سماحة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني رحمهما الله إلا فجأها نعي علم آخر من أعلامها وفقيه من فقهائها ألا وهو الشيخ الإمام الفقيه/ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنته وعوّض الأمة الإسلامية بفقده خيراً. كان رحمه الله زينة لأهل القصيم، بل لهذه البلاد كلها وكان كوكباً وقّاداً في سمائها ونجماً لامعاً، أفنى عمره رحمه الله في خدمة الإسلام والمسلمين يدرّس ويفتي ويحاضر ويدعو إلى الله على بصيرة ويجاهد أهل البدع، ويقف منهم موقف الحازم الذي لا تأخذه في الله لومة لائم. كان رحمه الله يتبع الدليل ولا يضيره ان يخالف فلاناً من الناس. كان يُشَبَّه بابن تيمية ولذا قال الشاعر في حقه: ولابن تيمية في أرضهم علم من الهداية يعلو في روابيها لاشك ان فقد الأمة الإسلامية لهذا العلم النحرير والعلامة الجليل مصيبة في سلسلة مصائب سبقتها من موت علمائها وتكالب أعدائها ولكن عزاءنا ان نصبر ونحتسب ونسأل الله ان يخلف على أمة الإسلام خيراً. واختتم كلامي بما أراه واجباً علينا تجاه هذه المصيبة التي حلّت: 1 على الجميع لاسيما أسرة الشيخ وطلابه ومحبوه الصبر والاحتساب. 2 الإكثار من الدعاء له رحمه الله بان يرفع الله درجته ويسكنه الفردوس الأعلى وهذا من حقه علينا. 3 ان نجتمع على علمائنا الباقين ونحسن الظن بهم فعليهم بعد الله تعالى تعقد الآمال في النصح لهذا الدين والوقوف في وجوه أهل البدع والشبهات والشهوات. 4 العناية بتراث الشيخ الفقيه والاستفادة من منهجه وطريقته رحمه الله في التدريس والدعوة إلى الله. 5 على شباب الأمة ولاسيما طلاب العلم إعداد العدة لحمل الأمانة وذلك بالاستعانة بالله تعالى والتزوّد بالعلم النافع،والإخلاص والمثابرة. رحم الله شيخنا وأعلى درجته وجمعنا وإياه في دار كرامته وأحسن له المثوبة، والله المستعان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته راشد بن عامر الغفيلي