في رثاء إمامنا وشيخنا العلامة: محمد بن صالح العثيمين,, تغمده الله بواسع رحمته. مصاب ليس يعد له مصاب وخطب فيه قد اعيا الخطاب وما هذا المصاب علي وحدي ولكن كل ذي دين يصاب فيا لله من نبأ أتاني أثار الدمع واضطرب اللباب عشية قيل مات الشيخ والناس صابهم من الخبر اضطراب فبت الليل ما أغمضت جفنا كأن العين سارقها اللعاب كأن النفس إذ علمت عشيا بناعيه وان طال الغياب يحزحز في نواحيها لهيب شراسفها بها منه التهاب فنادى بالعيون الروع حتى لدمعي فوق خدي انصباب وما والله ابكي موت شخص لنا في غيره يلفى اقتراب ولكني بكيت على إمام فريد في زمان لا يناب فحمداً للإله على الرزايا وقد فُرضت على الناس الجذاب فما في هذه الدنيا خلود ولكن موتنا ثم الحساب لقد كانت وفاة الشيخ ثلماً وما يدري بها إلا العياب فيا عجبي لصبري بعد علمي بموت الشيخ ذا الخبر الكراب وقد كنا نبكّيه مريضاً جميع الناس شيب أو شباب فتبكيه المآذن والسواري وتبكيه المشايخ والصحاب وقد كنا به كلاً سعيداً وفيه اليوم قد سعد التراب هو البحر الذي ما غار يوماً لموج طيلة الدهر العباب كأنه في الدنا شمس تجلت بنور ليس يحجبها ضباب سهيل قد هدى السارين دوما شهاب ثاقب نعم الشهاب حياة بوركت في كل صقع فسارت في معالمها الركاب شهود الله في الدنيا البرايا وفيه القول فصل لا يراب ففي غرب البلاد وفي جنوب وفي شرق وشمألها الجواب فإن افتى العباد وإن دعاهم أجاب الناس دعوته اجابوا إمام في إمامته عطاء وخير للورى منها أصابوا حياة كلها لله جمعا فليس بها مزاج أو قطاب تجافى عن هوى الدنيا احتقارا كما استعلى عن الجيف العقاب فعاش الزهد لا يبغي كثيراً ولا ما قل والدنيا يباب وقد كانت علوم الشيخ فيضا وكان بها على الدنيا الرباب عقول الناس أودية حوتها بمجراها جرى السيل الأباب علوم قد أفاد الناس منها سماعا أو بها نسخ الكتاب وإن إمامنا لم يأل نصحا وإخلاصا وعدلا لا يشاب وقد شرفت عنيزة بابن بر فآثرها وإن طاب اغتراب فيا ربي تغمد من تولى برحمى منك والداعي يجاب وبيض وجهه وامنحه خلداً بجنات الخلود له الثواب