يولي ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز - تغمده الله بواسع رحمته - كتاب الله الكريم جل اهتمامهم وعنايتهم وخدمته والتشجيع الناشئة على حفظه وتجويده وتفسيره والإقبال عليه بالدرس والتدبر وتفهم معانيه والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه. فحرصوا على إنشاء جمعيات القرآن الكريم في جميع محافظات ومدن المملكة وقراها وهجرها لتحفيظ القرآن الكريم. وتعد جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكةالمكرمة التي أُسست عام 1382 أول جمعية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة، يدرس بها حالياً أكثر من 70 ألف طالب وطالبة في جميع حلقاتها المنتشرة في مساجد مكةالمكرمة وضواحيها ودور ومدارس التحفيظ النسائية يقوم بتدريسهم أكثر من 2400 معلم ومعلمة وفق نظام إداري معتمد من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وتهدف الجمعية إلى تعليم القرآن الكريم وتهذيب سلوك الناشئة وفق منهج السلف الصالح وتربية النشء على خلق القرآن الكريم ليكونوا نموذجاً صالحاً، وتهيئة فرص القرآن الكريم للكبار من رجال ونساء وافتتاح حلقات ومدارس تعنى بتعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويداً وإعداد الكفاءات المتميزة في تدريس القرآن الكريم وإحياء وعمارة المساجد بحملة كتاب الله وتزويد المساجد بأئمة حفظة مجودين لإمامة المصلين وإقامة المسابقات القرآنية. وتضم الجمعية عدة أقسام منها الشؤون الإعلامية ويعنى بتحديث موقع الجمعية على الإنترنت وإدخال البيانات والمستجدات أولاً بأول وتوثيق وتصوير فعاليات وأنشطة الجمعية وتصميم الإصدارات الخاصة بالجمعية وإعداد سجل وثائقي صوت وصورة للطلاب المتميزين في الحفظ والأداء والتنسيق بين الجمعيات والأجهزة الإعلامية والمشاركة في المناسبات الإعلامية وتغطية أنشطة الجمعية وقسم الشؤون التعليمية ويعنى بالإشراف والتوجيه والمتابعة والدراسات والتطوير. كما تضم الجمعية فرعاً نسوياً يتولى تعليم القرآن الكريم للنساء، ويشهد هذا الفرع إقبالاً متزايداً من الفتيات صغاراً وكباراً ويتبع هذا الفرع المدارس النسائية المسائية لتحفيظ القرآن الكريم والمدارس الصباحية إلى جانب التحفيظ في السجون وإصلاحية الفتيات ويتبع الجمعية معهد الأرقم بن أبي الأرقم الذي يعتبر النواة الأولى للمعاهد المتخصصة لتخريج معلمي القرآن الكريم في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة ويهدف المعهد إلى العمل على بلوغ الطالب مرحلة عليا من الضبط والإتقان والدراية بأحكام التجويد وتخريج معلمين مؤهلين لتدريس القرآن الكريم في الحلقات لدى الجمعية وخارجها وتهيئة الطلاب لإمامة المصلين وتخريج عدد من القراء المجيدين للقراءات السبع. ويضم المعهد قسم الإتقان خاص بإتقان الحفظ ومراجعته ودراسة التجويد وتفسير جزء عم ويدرس الطالب في هذا القسم كتاب البرهان في تجويد القرآن ويتخرج الطالب من هذا القسم وقد بلغ مرحلة مميزة من إتقانه لقراءة القرآن الكريم والدراية بأحكام التجويد وقسم القراءات ويلتحق به الطالب بعد التخرج من قسم الإتقان بالمعهد ويتم فيه دراسة القراءات السبع دراسة منهجية تطبيقية ويدرس الطالب في هذا القسم مع القرآن الكريم متن حرز الأماني ووجه التهاني الشاطبية في القراءات السبع وشرحه وكتاب تقريب المعاني ومدة الدراسة بقسم الإتقان عامان وثلاثة أعوام بقسم القراءات، ويمنح الدارس بالمعهد مكافأة شهرية. وحددت الجمعية عدداً من الشروط للالتحاق بقسم الإتقان منها أن يكون الطالب حاصلاً على شهادة حفظ القرآن الكريم كاملاً وأن يكون حاملاً للشهادة المتوسطة أو ما يعادلها وأن يجتاز المقابلة الشخصية واختبار القبول بالمعهد، كما حددت عدداً من الشروط للالتحاق بقسم القراءات منها أن يكون الطالب متخرجاً من قسم الإتقان بالمعهد وأن يحصل على تقدير جيد على الأقل في تخرجه من المعهد وأن يجتاز المقابلة الشخصية واختبار القبول. وتعتمد الجمعية في مواردها على دعم ولاة الأمر -حفظهم الله- وعلى التبرعات الواردة إليها من محبي الخير والمحسنين، إضافة إلى مواردها العينية حيث تملك الجمعية بعض العقارات والأسهم التي أوقفها وتبرع بها أهل الخير، حيث تقوم الجمعية بالصرف على مناشطها من ريع هذه العقارات.