في جو مفعم بفرحة النجاح، نظّمت الملحقية الثقافية بكندا وبرعاية كريمة من سفير خادم الحرمين الشريفين بكندا أسامة بن أحمد السنوسي، حفل تخرج أكثر من 300 خريج من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في عدد من التخصصات الصحية والطبية والأكاديمية، وذلك في ختام ملتقى المبتعث السعودي في أوائل هذا الأسبوع في إحدى كبريات القاعات بمركز المؤتمرات بتورنتو. وقد حضر الحفل سفير خادم الحرمين الشريفين أسامة بن أحمد السنوسي، والملحق الثقافي الدكتور فيصل المهنا أبا الخيل وعدد كبير من أولياء الأمور ورئيس الهيئة الملكية للأطباء السيد آندرو، وعدد من مديري الجامعات، وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين، وذوو الخريجين والخريجات. وقد حث السفير السنوسي في كلمته المتخرجين على أن ينقلوا خبراتهم الثقافية التي تعلّموها من مجتمع متعدّد الثقافات والأديان مثل كندا إلى أوطانهم ودعاهم ليكونوا سفراء لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية للحوار مع الحضارات، فقال: «أيها الإخوة لاشك أنكم خلال السنوات التي قضيتموها هنا في كندا مغتربين عن الوطن والأهل من أجل التحصيل العلمي، قابلتم وتعاملتم مع مفكرين ودارسين وأساتذة وطلاب من مختلف الأجناس والأعراق والأديان والأطياف، الأمر الذي حتماً ساعدكم على توسيع مدارككم وانفتاحكم بشكل أكبر على الآخرين وتعلمتم كيفية التعامل والتعايش معهم في مجتمع واحد، ولهذا نرجو ألاّ تضيّقوا رقعة هذا الانفتاح على الآخرين بمجرد مغادرتكم كندا، بل ندعوكم للسعي للتوسع والانفتاح على الثقافات الأخرى بشكل أكبر والتعرف على كيفية التعايش معها واحترامها، في ظل ما يفرضه علينا ديننا الحنيف من تسامح كنا كأمة إسلامية السبّاقون إلى نشره بين الناس، وإنكم بذلك خير من يسهم في إنجاح مبادرات سيدي خادم الحرمين الشريفين وطموحاته للوطن والإنسانية كلها». في حين وجّه الملحق الثقافي الدكتور فيصل المهنا أبا الخيل خالص شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - الذي لم يبخل على شعبه في الأخذ بأسباب التقدم، ولهذا جاءت مبادرته الكريمة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث خير رسالة حب من أب حانٍ إلى أبنائه، حملت مشعل التنمية في بلد الحرمين الشريفين، فقال: «أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، باسم كل خريج وخريجة وباسم كل مبتعث ومبتعثة ومرافق ومرافقة تكبدا العناء والتضحية من أجل الوطن، أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين باسم كل من يفتخر بمواطنته، أسمى آيات الشكر والعرفان لقاء ما بذل في خدمة الوطن والمواطن، وأسأل الله جل في علاه أن يكتب له الأجر وأن يوفقه ويسدد على طريق الخير خطاه، إنه على ذلك قدير». وقد ختم كلمته بحث أبنائه المبتعثين على مواصلة الجد والاجتهاد لتحقيق النجاح وإنجاز ما تم الابتعاث من أجله. وشدد قائلاً: إنّ الملحقية حريصة على نجاح المبتعثين وعودتهم إلى الوطن مرفوعي الرأس حتى وإن كلف الأمر باتخاذ بعض الإجراءات التي قد تبدو ضد المبتعث إلا أنها بإذن الله سوف تعينه على تفوقه وتخرجه. وقال: «نتخاصم اليوم، لنتعانق غداً». وقد جاءت كلمات أولياء أمور الخريجين المصورة كالغيث الذي قصّر المسافات بينهم، وقد شارك الخرجين أيضا فرحتهم خلال مكالمته الهاتفية المسجلة فضيلة الشيخ سلمان العودة، وسفير كندا في المملكة، حين دعا رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين الكنديين السيد آندرو بادموس الأطباء السعوديين في كلمته أن يشاركوا في النهوض بالطب من أجل مساعدة الإنسانية. وقد تخلل الحفل مسيرة الخريجين ومجس شعري بمناسبة التخرج، وفيلم مصور عن موقع الإلكتروني الجديد نون الذي يساعد الطلبة الجدد على التكيف والتعايش في مجتمع الاغتراب، وكلمة الخريجين التي ألقاها الدكتور نزار باهبري والدكتورة مريال مشهور، عبّروا فيها عن فرحتهم وشكرهم لوطنهم الذي أعطاهم الكثير. وتعهّدوا بالعودة إلى الوطن والعمل بجد ومثابرة للرقي به.