مكة المكرمة، والمدينة المنورة أقدس مدن الإسلام على الإطلاق، وأعلاهما شأناً، وأعزهما قدراً، حتى على المستوى العالمي، فلا توجد مدن تتمتع بهذا القدر من القداسة والاحترام عند مئات الملايين من البشر ولقرون طويلة، مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورة. والمملكة العربية السعودية شرفها الله بأن جعلها راعية لهاتين المدينتين، كيف لا؟ والكعبة المشرفة يستقبلها المصلون في كل أيام الأسبوع خمس مرات لأداء الفريضة، ويأتيها المسلمون كل عام لأداء شعائر الحج غير الزوار والمعتمرين، والمسلمون ينظرون إلى هذه البلاد على أنها مهبط الوحي، ومهد النبوة، ومصدر الإيمان، ومحور الوحدة والتلاحم بينهم، ويجدون فيها الخير والطمأنينة، والآمال والخير. وولاة الأمر في بلادنا العزيزة - أيدهم الله بعونه وتوفيقه - يدركون هذه الميزة، وهذا الشرف لبلادنا ومالها من خصوصية دينية، ومالها من وضع يجعل المسلمين في شتى أصقاع الأرض يعلقون آمالاً عليها، فحققت بلادنا - ولله الحمد - أمل كل مسلم بأن يكون المسجد الحرام والمسجد النبوي بوجه خاص لهما التميز في العطاء والبذل والإنفاق على المشروعات، وشهدت مكةالمكرمة والمدينة المنورة بكافة مرافقهما المشروعات تلو المشروعات، والعناية الفائقة بالمستوى الذي يليق بهاتين المدينتين، وتوفير الخدمات الرائدة والحديثة بما يسهل من تيسير هذه الحشود البشرية الضخمة القيام بعبادتها بيسر وسهولة، كتوسعة ساحات المسجدين، وتوسعة المسعى، والبناء الحديث للجمرات، وتهيئة المرافق الخدمية، وفي كل المجالات ما يؤكد هذه العناية، وستبقى توسعة الحرمين أكبر شاهد على ما تحقق بفضل الله، ثم الاهتمام والمتابعة من ولاة الأمر. لقد بدأت العمارة الحديثة، والتوسعة منذ عهد الملك عبدالعزيز، وأتمها الملك سعود، ومن ثم الملك فيصل، فالملك خالد، فالملك فهد - رحمهم الله -، وفي هذه المرحلة تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مواصلة المسيرة الخيرة بالعناية والاهتمام بمشروعات الحرمين الشريفين. فبارك الله في الجهود، وسدد الخطى، وتقبل الله من ضيوف الرحمن حجهم، ويسر لهم سبل الخير.