احتفلت مونتنيجرو (جمهورية الجبل الاسود) امس برأس السنة الجديدة التي يرى الجميع انها قد تكون آخر احتفالاتها بهذه المناسبة في نطاق الاتحاد الفدرالي مع يوغسلافيا. وقد اقيمت احتفالات بالشوارع وخاصة بالقلاع الساحلية القديمة في العاصمة بودجوريتشا كما انه في المراكز التجارية البحرية السابقة بمدينتي بودفا وكوتور من المنتظر خروج الالاف من المواطنين للاحتفال وسط الطقس المعتدل. كما انقشعت الغيوم واصبحت السماء صافية بعد ايام من الامطار التي ملأت مياهها الانهار وسمحت لمحطات توليد الكهرباء بإنتاج ما يكفي من الطاقة لاضاءة الجمهورية الصغيرة بعد ايام من الظلام في ديسمبر. ولكن الاحتفالات لم تدفع بالسياسة الى الخلفية تماما في الجمهورية التي تفكر في الاستقلال والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 650,00 نسمة. فقد دار الحديث عن الاستفتاء المقبل حول سيادة مونتنيجرو بعد ان تلقت صناديق البريد اول امس منشورا واعلانا نشرته الصحف بشأن هذا الاستفتاء ويحمل الاثنان التهاني باسم (مونتنيجرو جديدة). ونشرت صحيفة فيجستي اليومية نتيجة للسنة الجديدة تحمل نفس الرسالة ولم تعلن اي جهة على الفور مسوؤليتها عن هذا الاعلان. هذا وفي بلغراد اكد الرئيس اليوغسلافي فويسلاف كوستونيتشا ان مسألة إقامة علاقات سلمية وقانونية بين صربيا ومونتنيجرو (جمهورية الجبل الاسود) ستكون في صدارة الاولويات على الاجندة السياسية لبلاده في عام 2001. وجاءت تصريحات الرئيس اليوغسلافي عشية حلول العام الجديد بعد ان اقترحت مونتنيجرو يوم (الخميس) الماضي استبدال الاتحاد الفيدرالي اليوغسلافي بتحالف فضفاض من دولتين معترف بهما دوليا وإجراء استفتاء شعبي في هذا الصدد في عام 2001,يذكر ان مونتنيجرو تشارك صربيا في الاتحاد الفيدرالي اليوغسلافي الحالي حيث تشكل الجزء الاصغر مما تبقى منه. وفي خطاب وجهه الى الامة عبر تليفزيون الدولة عشية العام الجديد، اشاد كوستونيتشا بالعملية السلمية لتطوير الديمقراطية في صربيا ودفعها قدما الى الامام. وكان كوستونيتشا قد هزم الرئيس اليوغسلافي المستبد السابق سلوبودان ميلوسيفتش في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها يوغسلافيا في سبتمبر الماضي. وقال الديمقراطية وضعت اساسا لتطوير الدولة وحكم القانون محذرا من ان (ذلك لن يكون بالامر الهين).