قرأت ما كتبه الأخ محمد آل الشيخ وغيره عن أم المؤمنين عائشة وتعقيباً على ذلك أقول: لاشك أن ما تتعرض له أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها من إساءة هو أمر تدمي له القلوب وتتفطر به الكبود، كيف لا وهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم الذي اختارها له ربنا عز وجل من بين سائر النساء وهي أحب النساء إليه، فما تتعرض له أمنا عائشة اليوم، وما تعرض له نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالأمس وما قام به القس الأمريكي من التهديد بإحراق القرآن الكريم، ما هو إلا حقد على هذا الدين العظيم وعلى هذه الرسالة الربانية التي أتى بها النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- والتي أبطلت ما كانت عليه الأمة قبل الإسلام من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، وكذلك إشعال الفتنة بين الأديان، وخصوصاً بين الشعوب وحكوماتها وتفكيك الترابط والتلاحم الذي يسود المسلمين السنة في جميع أقطار العالم.. فليس بمستغرب أن يتعرض الدين الإسلامي الصحيح من تشكيك، وليس بمستغرب أن يتعرض صفوة الخلق وأم المؤمنين من إساءة لرسالتهم وأخلاقهم، لأن هذا هو ديدن المشركين والمنافقين منذ عهد الرسول وحتى هذا اليوم وإلى أن تقوم الساعة.. لكن ما يجب علينا كمسلمين هو الصبر والدفاع عن نبينا وعن أمنا عائشة وعن ما يتعرض له غيرهما من الأنبياء والصحابة ومن سار على نهجهم بالمجادلة الحسنة والتعامل العقلاني والمنطقي، وأن نبدي ألمنا واستياءنا ودعاءنا لله عز وجل أن ينصر نبيه وينصر المسلمين في كل زمان ومكان، وأن لا يجعلنا هؤلاء أهل الفتنة أن نخرج عن طورنا، لأن هذا هو هدفهم وهذا ما يبحثون عنه من وراء تلك الأكاذيب والتهديدات الباطلة، فالله عز وجل الذي حمى بيته الحرام من أصحاب الفيل قادر جلته قدرته على أن يحمي نبيه ويحمي أم المؤمنين رضي الله عنها ويحمي المسلمين من افتراءات هؤلاء المنافقين.