إن من نعم الله على هذه البلاد الكريمة أن وهبها ملكاً عظيماً امتلأ قلبه إيماناً، وفاضت يداه حباً وحناناً بعطايا الخير وهبات الجود التي نفع الله بها كثيراً من خلقه، حتى رفع الجميع أكفهم مبتلهين إلى ربهم أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعظم الأجر، وأن يمتعه بالصحة والعافية وطول العمر. ولقد تلقينا بسرور بالغ وابتهاج كبير نبأ الموافقة السامية الكريمة على إنشاء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية، وتتوج هذه الموافقة الكريمة أنهار الخير المتدفقة من لدن خادم الحرمين الشريفين، والرغبة الأكيدة في نيل الأجر العظيم، ومساعدة المحتاجين، ودعم العلوم النافعة، ونشر الحياة الكريمة والرفاهية. ويأتي إنشاء هذه المؤسسة كما جاء في البيان الصادر من الديوان الملكي إسهاماً في الأعمال الخيرية التي تهدف إلى خدمة الدين والوطن والأمة الإنسانية جمعاء، ونشر التسامح والسلام، وتحقيق الرفاهية وتطوير العلوم، وهي أهداف طموحة حرص خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- عليها كثيراً، وأكد على أهمية العناية بها، وأيد ذلك بالعمل الجاد والعطاء المثمر؛ تشهد على ذلك العطاءات السخية والمتجددة من لدن خادم الحرمين الشريفين في مجال الأعمال الخيرية والحرص على محاربة الفقر، وإغاثة الملهوفين، وإعانة المنكوبين، ومساعدة المحتاجين. أما نشر التسامح والسلام فقد أثبتت المبادرات المتعددة، والجولات المتكررة، ومؤتمرات الحوار أن خادم الحرمين الشريفين هو رجل السلام الأول، والحريص على نشر ثقافة الحوار والتسامح بين الأمم. جاء من ضمن الأهداف السامية التي أريد لهذه المؤسسة الرائدة العمل من أجلها تحقيق الرفاهية ونشر العلوم، وإن المتتبع لمنجزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في هذا الميدان يجد أن له اليد الطولى في هذين المجالين اللذين يكفلان للناس حياة كريمة، حيث سعى -وفقه الله- إلى نشر العلوم والمعارف والرفاهية، والأخذ بأيدي المبدعين والمخترعين، ودعم العلماء وتشجيعهم وإتاحة الفرصة لهم ليقدموا كل ما منحهم الله من هبات وملكات إبداعية لصالح هذه الإنسانية المتعطشة لكل خير، والحريصة على كل ما يمهد لها الحياة الكريمة المطمئنة، لتتحقق بذلك عمارة الأرض التي خلق من أجلها هؤلاء البشر. لقد أراد خادم الحرمين الشريفين -أثابه الله- بقلبه الكبير، وحكمته الواسعة ونظرته الثاقبة أن تكون هذه المؤسسة شاملة النفع، عامة الخير، ينهل من معينها الفياض أكبر عدد من المحتاجين إليها، فجعل أهدافها شاملة لخدمة الدين والوطن والأمة والإنسانية جمعاء، وأجرى بيديه الكريمتين نهراً فياضاً صافياً لا منّة من ورائه ولا كدر فيه، دافعه إلى ذلك إيمانه العميق بربه، ورغبته في الأجر العظيم، والأمان يوم الدين {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.