يشهد التاريخ أياماً مجيدة ومؤثرة تبقى راسخة في ذاكرة الناس. وكل يوم أو حدث يستمد قوته ورسوخه من خلال أثره على الناس. ** ومن هنا تأتي قيمة ومكانة يومنا الوطني الذي وحّد بفضل الله وتوفيقه فيه مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- أشتات جزيرة العرب إلى منجز معجز توحدت فيه راية التوحيد من خلال مسيرة حافلة بالجهد والجهاد وتضحيات كبرى خدم فيها المؤسس وأبناؤه البررة ورجاله المخلصون دينه وأمته وحول واقع الفرقة وفقدان الأمن إلى وحدة وطنية ومسيرة تنموية هي محل إعجاب المثقفين والساسة المعاصرين الذين دونوا فيها الكتب والدراسات التي تملأ مكتباتنا الخاصة والعامة. ** ولعل ما ميز شخصية القائد المؤسس الفذة التي اتسمت بالقوة والحكمة والعدل والجود حفظه لشرع الله وأحكامه وإشاعة ذلك بين الناس كل ذلك ساهم وما زال يساهم في تغذية منجزاتنا الحضارية التي ننعم بها اليوم وستظل باقية وراقية لمستقبل أجيالنا بإذن الله. ** إن احتفاءنا بهذه الشخصية العظيمة وهذا اليوم الوطني المجيد الذي يصادف العام الثمانين ويتكرر سنوياً في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الميلادي هو فرصة لاستذكار ماضينا الحافل بأحداث عظيمة وتكريس لقيمنا الأصيلة التي نستمدها من شرعنا لنؤصِّل ونؤكِّد من خلالها قوة حبنا وعظيم ولائنا لقادتنا وساسة بلادنا وولاة أمرنا حفظهم الله أجمعين. ** إننا يجب أن نتذكر في هذا اليوم - بل وفي كل يوم - نعمة توحيد بلادنا وصلاح أمرها وأن نرفع مستوى شعورنا بالمسؤولية تجاه بلادنا التي أكرمها الله بخدمة الحرمين الشريفين وجعلها قبلة المسلمين، وهذا الشعور بالمسؤولية يحتِّم علينا أن نعمل لدولتنا بجدّ وإخلاص وأن نحمل أمانة علمنا وعملنا وأن نربي هذه القيم في أجيالنا. ومهما خطّ القلم للحديث عن منجزات دولتنا- أيدها الله- فإن لغة الأرقام يصعب أن تفي بذلك، لأن من يعيش في ظلال هذه الدولة المباركة يعلم ويشاهد منجزات ومكتسبات تتوالى بحمد الله وتوفيقه سيخلدها التاريخ لقيادتنا الرشيدة. ** ومهما أسهب الإنسان في ذكر القفزات التنموية سواءً في مجال الاقتصاد أو التعليم العام أو العالي أو غيرها فإن أهم منجز حضاري أدى إلى كل هذه المنجزات هو وحدة أرض هذه الوطن وقيادته وشعبه.. أدام الله علينا نعمه و أسبغ علينا الأمن والإيمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز. والحمد لله رب العالمين.