نعاني كما يعاني غيرنا من مشاكل توفر المياه، والأمر بالنسبة لنا أشد، والمستقبل حسب التنبؤات يحمل الكثير من التشاؤم.. ولا شك أن الترشيد في استخدام المياه من أهم الحلول.. والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسرف ولو كنت على نهر جارٍ).. وهذا أيضاً يجعلنا نفكر بحلول كثيرة ربما تكون غريبة لدى البعض.. ولكن تكون لمن ينظرون إلى هذا الأمر بنظرة إستراتيجية بعيدة المدى ممكنة.. وربما تكون مكلفة وصعبة.. ولكن دراستها قبل رفضها هو المأمول.. لذا أقترح أن يستفاد من مصب نهري الفرات ودجلة في الخليج بطريقة ما، فالطبيعة الطوبوغرافية والجيولوجية ومسارات الأودية ربما تحكم ذلك.. ناهيك عن إمكانية ذلك من الناحية السياسية وقبول جميع الأطراف المعنيين بذلك.. وليس بالضرورة أن يكون نهراً فوق سطح الأرض.. ولكن أنابيب إلى منطقة خزن إستراتيجية.. وهذا أيضاً أفضل، فإن بدا اقتراحي هنا صعباً ولا يمكن تطبيقه.. فما هو إذاً الرأي في اقتراحي الثاني.. وهو أن تفرز مياه المجاري من المساكن وغيرها، كما تفرز القمامة (ليس لدينا بالطبع).. وذلك بأن يكون من أنظمة البناء بأن تُفصل المجاري للمياه السوداء (الحمامات) -أعزكم الله- والمياة الرمادية أو كما تُسمى.. والصادرة من المطابخ والتنظيف وليست نجسة.. وهذا بدوره يصب في المجاري العمومية التي تُكوِّن مسارين منفصلين لكل من هذين النوعين من المياه.. وهذا يسهل عملية الاستفادة من المياه المهدرة بشكل كبير وإن كان الوضع الثقافي لدينا ما زال غير متقبل لفكرة الاستفادة من المياه المكررة.. فعلى الأقل يُستفاد منها للزراعة والاستهلاك غير الآدمي الذي أعتقد أنه يتم ولكن ليس بالشكل الكافي. [email protected]