أشاد الخبراء العسكريون المصريون بسياسة المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب التي حققت نجاحات كبيرة في عمليات المداهمة على الجماعات الإرهابية والقبض عليهم، فضلاً عما تقوم به المملكة من عملية تأهيل المعتقلين والمقبوض عليهم ودمجهم في المجتمع ليصبحوا مواطنين صالحين. العميد صفوت الزيات المحلل العسكري والاستراتيجي أكد ان السياسة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه سياسة تتسم بالتوازن، والتعامل مع العمليات الإرهابية والمتطرفين بدرجة عالية من الرشد والحكمة، وقد ظهر ذلك جليا عندما نجحت في إحباط الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها المملكة من آن لآخر، فضلاً عن سياستها الحكيمة في أزمتها مع اليمن والتعامل مع الحوثيين بدرجة من الانضباط والخروج من الأزمة بأقل قدر من الخسائر وضبط الحدود السعودية، موضحا أن إحباط هجمات إرهابية والقبض على 113 إرهابيا حاولوا تنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت نفطية بالمملكة يؤكد ان خطر الإرهاب ما زال قائماً، وان مفهوم تراجع الإرهاب في العالم مفهوم خاطئ، كما يدل على توسيع عمليات التجنيد لعناصر متطرفة جديدة وتدريبها جيدا لتنفيذ عمليات إرهابية. وذكر أن هناك عناصر إقليمية تتربص بأمن المملكة العربية السعودية لقلقلة الاستقرار بها لأنها تمثل نموذجا للإسلام المعتدل، فضلا عن دورها الإقليمي الذي يرشحها بقوة لحل قضايا المنطقة. اللواء نشأت الهلالي مساعد وزير الداخلية ومدير كلية الشرطة الأسبق أكد أن المملكة العربية السعودية لديها من الخبرات السابقة والكوادر الأمنية ما يجعلها تستطيع التنبؤ والإحاطة بالعمليات الإرهابية الممكنة، والاستعداد لها والدليل على ذلك إحباطها للعديد من العمليات الإرهابية المزمع تنفيذها في المملكة، مشيراً إلى أن القبض على عناصر إرهابية جديدة في المنطقة يؤكد أن الإرهاب لم ينته، بل يعيش فترة من الركود وفقا لقدرة الدولة للسيطرة عليه، وقد نجحت المملكة في كبح جماح الإرهابيين عندما فكروا في معاودة نشاطهم الإرهابي صوبها نتيجة لخبرتها في التعامل مع الإرهابيين لما تعرضت لها من عمليات إرهابية في السنوات القليلة الماضية. وأضاف أن الواقعة الأخيرة تشير إلى وجود عناصر جديدة غير معروفة من جنسيات مختلفة تم تجنيدها وتدريبها للزج بهم في عمليات إرهابية، خاصة أن هناك اضطرابات عديدة في المنطقة، فضلاً عن أن اليمن أصبحت معبراً لمرور العناصر الإرهابية من خلالها إلى المملكة، خاصة أن هناك اضطرابات شديدة في الصومال، أدت إلى نزوح 400 ألف لاجئ صومالي إلى اليمن، ويعانون من البطالة والفقر والجوع، مما يسهل تجنيدهم لتنفيذ العمليات الإرهابية داخل الأراضي السعودية، لافتاً إلى الوسائل الحديثة التي تستخدمها المنظمات الإرهابية في عملية تجنيد الشباب مثل التجنيد عن طريق الإنترنت، واستغلال الفراغ الذي يعاني منه الشباب، وافتقادهم للوعي الديني في ملأ أفكارهم بمعتقدات وأفكار دينية خاطئة. وأشاد اللواء نشأت بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في فتح باب الحوار مع الشباب بالمملكة الذي يسهم إلى حد كبير في إعادة الشباب الذين غرر بهم إلى طريق الصواب من جديد، وهي إحدى الوسائل المهمة للتصدي للعمليات الإرهابية. اللواء عادل سليمان المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية قال: إن المملكة نجحت في محاربتها للإرهاب أمنياً من خلال ملاحقة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، فضلاً عن إنشاء مراكز للمعلومات، لإمدادها باستمرار بالمعلومات اللازمة عن تلك الجماعات لتتبعها والتنبؤ بما يمكن أن تخطط له من عمليات إرهابية داخل المملكة، إضافة إلى فتح خادم الحرمين باب للحوار مع الشباب، وزيادة الوعي الديني والثقافي ونشر الخطاب الديني المعتدل بينهم، مؤكداً أنها سياسة ناجحة وحققت الكثير من النجاحات، فضلاً عما تتمتع به المملكة الآن من انضباط أمني كبير خاصة بعد الموجة الإرهابية التي تعرضت لها الفترة الماضية، وذكر أن هناك من يتربص بأمن المملكة والمنطقة العربية بأكملها ومحاولة خلق حالة من عدم الاستقرار. الدكتور ضياء رشوان كاتب وباحث مصري متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أكد أن سياسة المملكة سياسة واضحة وتسير على ثلاثة محاور أولها المحور الأمني وهو له أولوية قصوى، حيث تتعامل الأجهزة الأمنية السعودية بحزم مع جميع التكتلات الإرهابية التي تلقي القبض عليها، كما تقوم الأجهزة الأمنية بجمع المعلومات بدقة عن الإرهابيين المقبوض عليهم، وكذلك من مصادر المعلومات الأخرى وتزويدها بأحدث التقنيات وتطوير التنظيمات والأساليب والقوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب، كما أن نجاح الأجهزة الأمنية في القبض على أعداد كبيرة من الإرهابيين وإعلان ذلك لوسائل الإعلام يعتبر وسيلة من وسائل مكافحة الإرهاب، ومؤشر لقوة الجهاز الأمني السعودي، وتحذير للشباب الذي يمكن أن يفكر في الانضمام لتلك الجماعات المتطرفة، أما المحور الثاني فيتمثل في مراكز المناصحة حيث حققت تقدم وإنجاز كبير ونجحت في الحد من ظاهرة الإرهاب وقد تم تعميم مراكز المناصحة في كل مناطق المملكة، وتقوم هذه المراكز بإعادة تأهيل المقبوض عليهم والمعتقلين المنتمين للجماعات الإرهابية ودمجهم في المجتمع، مما يجعلها نموذجا يحتذى به من قبل الدول التي تتصدي للفكر الإرهابي لما حققته المملكة من نجاحات في هذا الطريق.