منذ أن وطأت قدما النجم الروماني الكبير ميريل رادوي الملاعب السعودية ومشاركته في أول مباراة لفريقه الهلال أمام النصر وهو يمثِّل غصة في حلوق النصراويين، فمع أول مباراة له هزَّ شباك النصر بهدف لا يُنسى ما زالت آثاره تلاحقه حتى الآن.. فالهدف الصاروخي للروماني الأنيق جعل كل مَن له علاقة بالأصفر يلاحقه في حلّه وترحاله.. فهاجموه وتربصوا به وتناوبوا الأدوار في الإساءة له وتشويه صورته ومنهم من عاقبه بالإيقاف رغم تبرئته من قِبل الحكم.. ولم يكتفوا عند هذا الحد بل إنهم لاحقوه قضائياً عبر مداخلات شرفية رغم أنهم لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما حدث.. فهم فقط يغارون منه ومن نجوميته ويحسدون فريقه على وجوده معهم وإخلاصه وعطائه اللا محدود.. والدليل أنهم يبحثون عن لاعب بمواصفاته وبعضهم امتدح لاعباً يفاوضونه بحجة أنه يلعب بجوار رادوي في فريقه الروماني.. هكذا يتعاملون مع كل من يرون أنه يخدم الهلال ويساهم في تفوقه واستمرار هيمنته سواء كان صحافياً أو لاعباً أو رئيساً أو حتى مشجعاً.. فقد نذروا أنفسهم لملاحقة ومحاربة هذا الهلال في كل الظروف والأحوال فحرب الهلال أولاً ثم الاهتمام بفريقهم وشئونه والاهتمام به.. ولعل المتتبع لمسيرة هذه الحرب الملتهبة يتذكر أسماء معينة كان لها حظوة لدى النصراويين في الاستهداف والملاحقة بدءاً من صالح النعيمة ثم حسين الحبشي ففيصل أبو اثنين وسامي الجابر.. إلى آخر القائمة التي يدخل بها أيضاً رؤساء وصحافيون وصحف.. ورغم أن كل هذا المجهود الضخم لم يحقق الهدف منه إلا أن المسلسل ما زال متواصلاً ولن يكون رادوي آخر أبطاله.. وحين تستمع لعضو شرف كان في يوم من الأيام مسؤولاً مؤتمناً على المصلحة العامة يتحدث هكذا وحين تقرأ رسائل ذلك الحكم المخجلة تدرك تماماً لماذا استمر الحال كما هو ولماذا يفشلون في مجاراة الزعيم أو حتى الاقتراب منه.. عقليات ما زالت تعيش في الماضي رغم أننا في زمن مختلف ورؤية متغيّرة وعصر جديد لم تعد تلك الأساليب القديمة تؤثّر فيه أو تحدد أبطاله ورجالاته.. الأساليب البالية في التحريض ضد الهلال ورموزه ونجومه ورجالاته لم تزد الزعيم سوى قوة وصلابة.. حيث عرف الهلاليون كيفية التعامل مع مثل ذلك منذ سنوات طويلة وخصوصاً خلال ال15 سنة الأخيرة التي جعلت الزعيم يوسع الفارق مع الجميع بمن فيهم المشغولون برادوي ورفاقه.. ولذلك أتمنى أن يعي هؤلاء أن الزمن تغيَّر والعالم يتقدم وأساليب النجاح اختلفت وتحولت للعلم والعمل أكثر منها للصراخ والتصادم والاحتجاج.. فمكاسب الصراخ والتعويل وقتية زائلة ومكاسب الهلاليين دائمة طالما استمرت السياسة الزرقاء في التعامل ببراعة مع مثل هذه العقليات التي أتعبت نفسها وأشقت جمهورها بنفس القدر الذي أتعبهم فيه رادوي وهم يلاحقونه.. فرجاءً رادوي لقد أتعبتهم فهلاَّ توقفت؟! لمسات زيادة عدد فرق الدوري لن تضيف للدوري وستساهم في إضعافه.. وتقليص عدد الفرق المشاركة خارجياً من مصلحة الدوري والكرة السعودية فلا نحتاج أكثر من ممثلين وربما ثلاثة في أسوأ الأحوال لأن المشاركة الخارجية تحتاج لضوابط ومعايير حتى تكون إضافة وفائدة للفرق المشاركة ولكرتنا بدلاً من أن تكون مكافأة لفرق لا تستطيع النجاح داخلياً وهي أيضاً لن تنجح خارجياً. الإصابة البليغة التي تعرض لها النجم السويدي كرستيان ولهامسون ستفقد الهلال الكثير من قوته.. بعد أن نجح في تقديم موسم رائع مع الهلال هذا العام.. وشخصياً أعتقد أن ويلي محظوظ جداً بعدم إصابته سوى في آخر مباراة بعد أن تعرض للضرب طوال الموسمين الماضيين وخرج سالماً حتى لقاء الاتحاد. وجود مدربين من نوعية البلجيكي جيريتس في الدوري السعودي هو مكسب وإضافة للكرة السعودية.. ومثل هذه الخبرات ليس من السهل حضورها للعمل لدينا.. ولذا يجب أن نحافظ عليهم ونحترمهم ونستفيد منهم لا أن نسعى لمعاقبتهم وتطفيشهم لأننا في النهاية لن نجد من يعمل لدينا طالما هذا مصير المتميزين على شاكلة جيريتس وكوزمين وغيرهما! قمة الدوري القطري قادها أشهر وأفضل حكام إيطاليا ماورسيو ترافا لوني.. في حين يقود أهم مبارياتنا حكام على شاكلة فيريرا! ما تعرض له الهلال في لقاء الاتحاد في جدة من ضرب واستفزاز وهتافات مسيئة أصبحت عادة لكل لقاء يلعبه الهلال هناك.. وهي تتكرر باستمرار دون تحرك يضمن إقامة مباريات الفريقين في أجواء تنافسية نظيفة سواء داخل الملعب أو خارجه.. فالانفلات الذي يتسبب به حكم ضعيف داخل الملعب أو تنظيم سيئ داخل وخارج الملعب دائماً ما يذهب ضحيته الهلال ولاعبوه وجماهيره ولعلنا نتذكر كيف كان يتدخل بهذا العبث كل من له علاقة حتى وصل الأمر في الموسم الماضي لساعة الملعب لتشارك في المهزلة.. كل ذلك واتحاد الكرة لا من شاف ولا من دري.. في حين أن الاتحاد الآسيوي وبسبب أحداث بسيطة جداً يجبر الجميع على الالتزام ويعاقب المتسببين.