تمثل تطبيقات تقنيات الطاقة المتجددة وتحقيق الانسجام بين البناء والعمران مع البيئة المحيطة عوامل رئيسية ومهمة في تحقيق الاستدامة للمباني والمدن. إنَّ البناء وعمران المدن من الأنشطة البشرية التي يتحقق للإنسان من خلالها تلبية احتياجات أساسية للمعيشة. وقد تطورت أنشطة البناء والعمران عن مراحل تبعاً للتطوُّر في العديد من المجالات والتقنيات، من أهمها توافر الكهرباء من خلال طاقة النفط والغاز، التي نقلت البناء العمران إلى مراحل كبيرة من التطوُّر، إلا أن تناقص ثروات النفط والغاز والفحم والآثار السلبية لنواتج احتراق مصادر الطاقة الكربونية على البيئة كان دافعاً قوياً نحو تطوير الطاقات المتجددة النظيفة وإدماجها في أعمال البناء والعمران؛ فمصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الجوفية أصبحت مصادر توفر نسباً معتبرة من الطاقة لتلبية احتياجات المباني، وأصبح لدينا أمثلة حقيقية لمبان يتم تشغيلها وتكييفها بشكل رئيس عن طريق الطاقة المتجددة. إنَّ مبادرة جامعة الملك سعود، ممثلة بكلية العمارة والتخطيط، في تنظيم مؤتمر التقنية والاستدامة، تُعتبر مبادرة موفقة جاءت في وقتها؛ وذلك لدعم التوجُّهات الحديثة في هذا المجال، ولمنح الفرصة للعديد من الباحثين والمهتمين لعرض بحوثهم وتجاربهم في هذا المجال. وتأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - رعاه الله - لهذا المؤتمر دليلاً قوياً على اهتمام المملكة بهذا المجال، وعلى أهميته لمستقبل البناء والعمران لمدن وقرى المملكة. أتمنى للمؤتمر التوفيق والنجاح، وأزجي الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي النائب الثاني - حفظه الله - على رعايته لهذا المؤتمر، ولجامعة الملك سعود وكلية العمارة والتخطيط وجميع القائمين على تنظيم المؤتمر الشكر والدعاء. والله الموفق. عضو مجلس الشورى